‏إظهار الرسائل ذات التسميات قوة الأفكار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قوة الأفكار. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 2 أكتوبر 2016

ضرورة الاستماع للمخالفين

"لما تلاقي شخص يتعرض لهجوم من قطاع كبير في المجتمع بسبب أفكاره، احرص على الاستماع لهذا الشخص، فغالباً سيكون لديه الكثير لكي تتعلمه منه".
هذه نصيحة مهمة جاءت في أحد فيديوهات الدكتور Ahmed Emara أحمد عمارة، وفي الحقيقة أنا كنت أعمل بها دون أن أعلم بها. ولكن هناك سؤالان:
الأول: لماذا ينبغي عليك أن تستمع لمثل هؤلاء الأشخاص؟
لأن سنة الله في هذا الكون هي التطور والتغير الدائم، فلا يوجد في الكون أي شيء ثابت، ولن يتطور أي مجتمع لوضع أفضل إلا إذا تبنى أفكار أفضل من الأفكار التي يتبناها المجتمع حالياً.
الثاني: لماذا أصلا المجتمع يهاجم مثل هؤلاء الأشخاص؟
لأنك عندما تأتي بأفكار جديدة تؤدي إلى التطور للأفضل فهذا يثبت أن باقي أفكار المجتمع الحالية أصبحت غير صالحة لتحقيق التطور في المجتمع أو أصبحت لا تفيد المجتمع، وكذلك لأن أغلب البشر تخاف من تجربة شيء جديد تجهله.

ولكن لاحظ، عندما تستمع لمثل هؤلاء الأشخاص أو تقرأ لهم، عليك أن تفعل ذلك بعقل منفتح وبدون برمجات مسبقة لأن أغلب المجتمع يتهم من يأتون بأفكار جديدة بتهم من قبيل "هدم الدين" إذا كان ذلك الشخص يتحدث في الدين أو "خائن وعميل" إذا كان هذا الشخص يتحدث في السياسة أو الشأن العام، وهكذا.
ولكن ماذا يعني أن تستمتع لهم بعقل منفتح؟ يعني أن لديك الاستعداد لاستكشاف شيء جديد عليك ودراسته وتدبره لترى هل يتسق ذلك مع عقلك وقلبك أم لا، وذلك بعد أن تُنحّي رأي المجتمع في مثل هؤلاء الأشخاص جانباً.

بقى أمر هام وهو أن هذه ليست مجرد نصيحة، بل هي أمر من الله الذي أمرنا أن نستمع لجميع الأقوال ثم نتبع الأحسن من بينها { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}، ولن نعلم الأحسن إلا بالتفكر والتدبر.
دمتم متفكرين كما أمركم الله!


الخميس، 8 سبتمبر 2016

عندما يجوع العقل


غذاء العقل هو الأفكار، والعقل في حالة بحث دائم عن الأفكار، فالتفكير هو عمله الوحيد.  ويشعر بالملل عندما تتكرر نفس الأفكار كل يوم، فيتعطش إلى أفكار جديدة، فيدفعك إلى فعل أشياء بحثاً عن أفكار جديدة، فيجعلك مثلا تلتقط جريدة أو مجلة أو كتاب للقراءة، أو مشاهدة التلفاز أو فيديو أو تصفح الإنترنت، وكل ذلك في محاولة بحث عن أفكار جديدة. وإذا استمر هذا الوضع والذي يمكن أن نسميه "الجوع الفكري" غالباً ما ينتقل إلى الجسد ويتحول إلى "جوع جسدي" فتجد نفسك تبحث عن غذاء لجسدك بعد أن فشلت في الحصول على غذاء لعقلك، فتذهب إلى الثلاجة أو تتصل بالمطعم، مع إن الجسد في هذه اللحظة قد لا يكون جائعاً بالمرة.
والعكس قد يحدث أيضاً، قد يجوع الجسد ولكن عندما يجد العقل وجبة غذائية مغرية (فيلمك المفضل، كتاب شيق، فيديو مثير، خبر هام، الخ) حينها يلتهمها عقلك وتنسى في هذا الوقت جوع الجسد.

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

أفكارك ترسم حياتك

أي فكرة في رأسك تحاول دائماً أن تجذب انتباهك وتستحوذ عليه، بل تحاول أن تسجن عقلك في سجنها، وأحيانا تنجح في ذلك عندما يمر الإنسان بلحظات ضعف. فمثلا عندما يكون الإنسان مريضاً وعلى وشك القيام بعملية جراحية، يمكن بسهولة أن تسيطر عليه فكرة الموت أو فكرة ضياع أولاده من بعده وحينها تكون الأفكار السلبية أكثر شراسة وتستطيع أن تجعل عقله أسيراً لها، وعندما تقوى الفكرة التي في الرأس تخلق مشاعر في القلب مثل مشاعر الخوف والحزن والقلق وتستمر هذه المشاعر طالما استمرت الفكرة في الاستحواذ على عقلك.
كذلك الأفكار الإيجابية تفعل العكس، حيث تولد في قلبك مشاعر إيجابية.  لذلك في أي وقت تشعر فيه بخوف أو ملل أو قلق قم في الحال بالتفتيش في عقلك وانظر إلى نوعية الأفكار التي تفكر فيها في ذلك الوقت وستجدها كلها أفكار سلبية. لا تقاوم هذه الأفكار، فمقاومتها ستجعلها أكثر شراسة، فما تقاومه يزداد. ببساطة فكّر فيما هو عكسها، فكّر فيما تريده، لا فيما لا تريده.
لا تجعل رأسك مرتعاً لكل ما هب ودب من الأفكار تدخل إليه بلا حسيب أو رقيب. إن كانت أفكار إيجابية، فأدر ظهرك لها ولا تعيرها أي اهتمام وإلا ستتمكن من السيطرة على عقلك بل وتجلب لك شقيقاتها من الأفكار السلبية الأخرى فهي لا تأتيك فرادى، وإن كانت أفكار إيجابية، فرحب بها واحتفي بها، فستجلب لك شقيقاتها من الأفكار الإيجابية الأخرى.
حياتك كلها ترسمها الأفكار التي في عقلك، وعندما تسيطر على تلك الأفكار تصبح أنت الرسام وترسم حياتك كما تريد.

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

كيف سخر الله الكون لخدمة الإنسان؟

خالق هذا الكون أخبرنا في كتابه
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
فكل ما في هذا الكون مُسخر لخدمة الإنسان. ولكن كيف يستطيع الإنسان أن يجعل كل ما في هذا الكون في خدمته؟ كيف يجعل مثلا الشمس في خدمته، والبحار في خدمته والنباتات في خدمته والجبال في خدمته، الخ؟
جعل الله هذا الكون بكل ما فيه مسخراً لخدمة الإنسان برهن إشارة من عقله وقلبه، فكل شيء خلقه الله في هذا الكون يقول نعم (شبيك لبيك) لما يدور في عقل وقلب الإنسان. فمثلا، هناك شخص اعتقد أن أشعة الشمس يمكن تحويلها إلى طاقة تحل محل الطاقة الكهربائية، فقالت له الشمس نعم، لك هذا. وشخص آخر (في السابق) اعتقد أن أشعة الشمس لا يمكن تحويلها إلى طاقة، فقالت له الشمس نعم أيضا، لا يمكنك تحويل أشعتي إلى طاقة.
اعتقد شخص أن الماء يمكن تحويله إلى طاقة كهربائية، فقال له الماء نعم، وكان في الماضي هناك شخص يعتقد أن الماء لا يمكن تحويله إلى طاقة، فقال له الماء أيضا نعم، لن يمكنك تحويلي إلى طاقة.
أيا كان اعتقادك تجاه أي شيء في هذا الكون، الكون سيقول لها نعم
 
فكل شيء في هذا الكون مرهون بما يدور في عقل كل إنسان. فإذا آمن الإنسان بفكرة، تؤدي هذه الفكرة إلى مشاعر في قلبه، وإذا قويت هذه المشاعر وصدقت، تدفعه للعمل وإنجاز ما يريد. وهذا هو تسلسل قانون الجذب، فكرة، مشاعر، فعل.

فعندما جعل الله هذا الكون مسخراً لخدمة الإنسان، جعله مرهونا بأفكار ومشاعر هذا الإنسان، ومنحه أداتين لاستخدامهما في الحصول على كل ما يريده وهما العقل والقلب. فخلق في العقل مليارات الخلايا العصبية القادرة على توليد عدد لا نهائي من الأفكار، وجعل القلب هو بوابة الدخول إلى الروح التي هي نفخة من روح الله، فالقلب هو العضو الوحيد في جسم الإنسان القادر على الاتصال بالله. وروح الله تعلم كل شيء وتملك كل شيء تسعى للحصول عليه، ومن دخل إليها من باب القلب، فقد دخل الجنة بالمعنى الحرفي حيث يكون كل شيء مُجاب.

منشور رقم 2
للمنشورات السابقة حول قانون الجذب، تابع هاشتاج 
#ق_الجذب

ما هو قانون الجذب؟

إن أردت اختصار قانون الجذب في جملة واحدة تستطيع أن تقول "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فهذه الآية هي من وجهة نظري مرادف لقانون الجذب وهي بمثابة قانون إلهي يحكم حياة البشر على كوكب الأرض. فلا يتغير حال أي إنسان إلى الأفضل أو الأسوأ إلا إذا تغير ما في نفسه، والنفس هي من وجهة نظري مجموعة الأفكار التي تدور في عقل الإنسان + المشاعر التي تسيطر على قلب الإنسان.
فأنت لا تستطيع القيام بأي شيء أو الحصول على أي شيء بدون أن تفكر فيه. 
-شخص أخذ يفكر كم أن زوجته هي سبب في سعادته، فخلقت هذه الأفكار مشاعر حب في قلبه، فدفعته هذه المشاعر إلى شراء هدية لزوجته.
-شخص سيطرت على عقله أفكار تشككه في وفاء زوجته، فخلقت هذه الأفكار مشاعر كراهية وانتقام في قلبه، فدفعته هذه المشاعر إلى ضربها أو إيذائها أو حتى قلتها
- شخص أراد أن يفعل شيء ما، ولكن دار في عقله أفكار توحي له بأنه لا يستطيع فعل هذا الشيء فخلقت تلك الأفكار مشاعر إحباط في قلبه، فدفعته هذه المشاعر إلى الامتناع عن فعل ذلك الشيء
- شخص آخر أراد أن يفعل نفس الشيء، ولكنه سيطرت على عقله أفكار توحي له بأنه يستطيع إنجاز هذا الشيء، فخلقت تلك الأفكار مشاعر حماسية دفعته إلى الإقدام على فعل ذلك الشيء وإنجازه.

وهكذا كل شيء تفعله وكل شيء تمتنع عن فعله سببه في الأصل فكرة.
وكل شيء صنعه الإنسان على كوكب الأرض كان في الأصل فكرة، المباني، الطيارات، الأسلحة، الكمبيوتر، الهواتف، الفيسبوك، كل شيء.
تخيل ما هي قوة الأفكار التي صنعت كل هذه الأشياء؟
وهنا تأتي أهمية معرفة قانون الجذب الذي يهدف إلى توجيه تلك الأفكار التي تدور في عقلك والمشاعر التي يشعر بها قلبك لصالحك، فتصبح أنت رقيباً على أفكارك ومشاعرك، وتصبح أفكارك ومشاعرك بمثابة مؤشر أو ترمومتر يخبرك هل تعيش حياتك بطريقة صحيحة أم لا.
قانون الجذب ينص على أن كل الأحداث التي تقع لك في حياتك هي انعكاس للأفكار والمشاعر التي تسيطر على قلبك وعقلك معظم الوقت، وبتحكمك في تلك الأفكار والمشاعر ومراقبتك لها تستطيع أن تقلل من الأحداث السلبية التي تحدث لك وتُعظم من الأحداث الإيجابية التي تحدث في حياتك. باختصار إن أردت أن تغير حالك إلى الأفضل، عليك أن تغير نفسك (أفكارك ومشاعرك) إلى الأفضل كما ورد في الآية الكريمة المذكورة أعلاه، والعكس صحيح بالطبع، إن سيطرت عليك الأفكار والمشاعر السلبية سيتغير حالك إلى الأسوأ.
كانت هذه مقدمة لسلسلة منشورات حول قانون الجذب، والتي سأنشرها تحت هاشتاج

#ق_الجذب
منشور رقم 1