1- الكذب. هل يختلف أحد على أن الكذب حرام؟
آيات عديدة وكثيرة حرّم الله فيها الكذب وتوعد فيها الكاذبين. الآن الكثير من
المشايخ يجيزون لك أن تكذب في حالات، منها على سبيل المثال أن تكذب على عدوك، أو
أن تكذب على زوجتك، كأن تقول لها كلام جميل على سبيل الكذب، وأيضاً مثل الكذب بين
شخصين متنازعين من أجل الإصلاح بينهما. وكل هذه المبررات هي مبررات واهية من وجهة
نظري ولا يمكن أن يكون الكذب أفضل من الصدق في أي حال من الأحوال. مثلا، أن تكون
صادقاً مع زوجتك وتمدح فيها شيء صغير يعجبك أفضل مائة مرة من أن تكذب وتقول لها
أنت أجمل امرأة في الكون. استحلال الكذب يخلق بشراً منافقين.
2- الغيبة. هل يختلف أحد على أن الغيبة حرام؟
قال تعالى (وَلَا يَغْتَب
بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ...).
والغيبة هو أن تذكر شخصاً بوصف يكرهه سواء
كان هذا الوصف فيه وصحيحاً أم لا. الآن هناك الكثير من المشايخ يجيزون لك أن تغتاب
الشخص الآخر بحجج من قبيل تحذير الناس منه.
3- السخرية والسب. حرّم الله السخرية بقوله
تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا
نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ...). وحرّم الله سب
الذين لا يؤمنون بالله، فما بالك بأخيك في الدين (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ
مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ...). الآن كثير من المشايخ على الملأ وأمام الملايين أصبحت
السخرية والسب كشرب الماء بالنسبة لهم، فيصفون فلان بالفاجر، وفلان بالفاسق وفلان
بالداعر وفلان بالزنديق، ويعتقدون أن كل هذا حلال لأنهم يعتبرون أنفسهم يدافعون عن
الدين. فيقولون مثلا يجوز سب الفاسق. أي ليس فقط يُجيز لك السب، بل يعطيك
"أوبشن" إضافي وهو أن تأخذ مكان الله وتحكم على الناس بالفسق!!
4- قتل الأبرياء ومن ليس لهم ذنب. آيات كثيرة
في كتاب الله تُحرم قتل النفس بدون حق أشد تحريم وآيات أخرى تؤكد ألا تزر وازرة
وزر أخرى. مع ذلك، هناك الكثير من الفقهاء يجيزون قتل أبرياء لا ذنب لهم في حال
اتخذهم العدو دروعاً بشرية، وكانت هذه فتوى شهيرة لابن تيمية (الملقب بشيخ
الإسلام) اسمها "فتوى التترس".
صدقوني دين الرجل العامي البسيط هو الأقرب
لدين الإسلام الصحيح أكثر من المتدين الذي يتبع معظم مشايخ وفقهاء الإسلام. فالرجل
العامي البسيط يعرف بفطرته السليمة أن الكذب حرام والغيبة حرام، أما الذي يتبع
أقوال المشايخ والفقهاء ستتشوه فطرته السليمة بتلك الأقوال ويبدأ في استحلال ما
حرمه الله.