‏إظهار الرسائل ذات التسميات السماح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السماح. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 17 يوليو 2015

كيف تستطيع أن تسامح أي شخص مهما ظلمك أو أذاك؟


أريدك أن تفكر الآن في أكثر شخص ظلمك أو أذاك في حياتك، وسأقدم لك بعض المعلومات التي بإذن الله سيكون لها تأثير كبير على اتخاذ قرار بأن تسامح هذا الشخص الذي ظلمك.

***** المعلومة الأولى*****
////هل تعرف من هو الشخص الذي ظلمك؟ أقصد هل تعرف أصله وحقيقته؟/////
قد تقول نعم أعرف أنه فلان ابن فلان يعيش في البلد الفلاني ويعمل في الوظيفة الفلانية وعمره كذا ودينه كذا ولغته كذا الخ. لكن كل هذا لا يمثل حقيقته. نحن نريد أن نعرف جوهره الأصلي. فهل مثلا لو هذا الشخص الذي ظلمك قام بتغيير اسمه، هل سيختلف الأمر بالنسبة لك؟ هل لو قام بتغيير جنسيته أو ديانته أو وظيفته الخ، هل سيختلف الأمر بالنسبة لك؟ بالطبع لا، سيبقى هو نفس الشخص الذي ظلمك. فلكي نعرف حقيقة هذا الشخص، لابد أن نجرده من كل شيء زائف غير حقيقي.
قم الآن بتجريد هذا الشخص من اسمه ومن وظيفته ومن دينه ومن لغته ومن جنسيته، كل هذا لا يمثل حقيقته. ماذا تبقى؟ جسمه؟ أيضا جسمه لا يدل عليه، فهل لو كان رفيعاً وأصبح بديناً هل سيختلف الأمر بالنسبة لك؟ بالطبع لا، سيبقى هو نفس الشخص بالنسبة لك. إذاً، قم بتجريده من جسمه أيضا. ماذا تبقى؟ تبقت نفسه التي هي أفكاره ومشاعره. أينعم أنه عندما ظلمك كانت لديه أفكار سلبية عنك ومشاعر سلبية تجاهك، ولكن دعني أسألك هل عندما وُلد هذا الشخص الذي ظلمك وُلد بهذه الأفكار والمشاعر؟ بالطبع لا. إذاً هذه الأفكار والمشاعر دخيلة عليه ولا تمثل حقيقته وجوهره الأصلي. قم بتجريده من أفكاره ومشاعره أيضا.
ماذا تبقى؟ تبقت روحه. هل تستطيع أن تجرده من روحه؟ روح الإنسان هي الشيء الوحيد الخالد الذي لا يموت ولا يفنى لأنها نفخة من روح الله، فلا نستطيع أن نجرد أي إنسان من روحه إلا بأمر ربه. ها هي حقيقة الشخص الذي ظلمك، فحقيقته هي روحه. بعد أن جردته من كل شيء زائف وفاني أنت الآن تقف أمام نفخة من روح الله. هذه النفخة هي التي جاءت منها روحك أنت أيضا. ها أنت قد عرفت حقيقة من ظلمك، إنه أخوك في الروح. هل تستطيع أن تسامح أخيك في الروح الآن؟

***** المعلومة الثانية *****
////عدم قدرتك على مسامحة من ظلمك تعني أنك تفقد أهم تذكرة لدخول الجنة وهي سلامة القلب////
هل تذكر قصة الصحابي الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فراقبه الصحابة ليعرفوا كيف استحق هذه المنزلة، فلم يجدوه يفعل أي عبادة زائدة عنهم ولما سألوه قال لهم "إني أبيت لا أحمل في قلبي أي شيء لأحد من المسلمين". فعندما حافظ هذا الصحابي على سلامة قلبه من أي مشاعر سلبية تجاه أي أحد، استحق أن يبشره رسول الله بالجنة. انظر إلى قوله تعالى "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، فسلامة قلبك تعني نجاتك في الآخرة. فهل نستطيع أن نقول أن من يحمل في قلبه مشاعر سلبية تجاه شخص ولا يستطيع أن يسامح لديه قلب سليم؟ هل ترى الكارثة؟ عدم قدرتك على مسامحة هذا الشخص تقف حائل بينك وبين الجنة؟

***** المعلومة الثالثة *****
////أنت أول المتضررين من عدم مسامحة من ظلمك////
كونك غير قادر على مسامحة من ظلمك فهذا يعني أنك تحمل مشاعر سلبية تجاه ذلك الشخص، ومكان هذه المشاعر هو قلبك. فلا أحد يتأذى من هذه المشاعر السلبية إلا قلبك، وربما ينام الشخص الذي ظلمك مرتاح البال ولا يفكر فيك أصلا. أنت بذلك تتسبب في تدهور حالتك النفسية وحالتك الصحية، لأن أهم شيء في الجسم هو قلبك، فإن صلح صلح سائر جسدك وإن فسد فسد سائر جسدك، فالمشاعر السلبية التي في القلب تغير كيمياء الجسم ولا يخفى على أحد أن أخطر الأمراض التي يُصاب بها الإنسان كثير منها لها أسباب نفسية والمشاعر التي يحملها الإنسان في قلبه هي التي تؤثر على نفسية الإنسان. وفي أغلب الحالات عندما يكون في حياة الإنسان شخص لا يستطيع أن يسامحه يعيش هذا الشخص غير القادر على المسامحة في حالة نفسية غير جيدة أو حالة صحية غير جيدة أو كليهما.

***** المعلومة الرابعة*****
//// أنت من ظلمت نفسك ولا أحد غيرك ظلمك////
بالرغم من أن هذه هي أهم معلومة ولكنها الأصعب في الشرح. وقد شرحت هذا الأمر بالتفصيل في هذا الرابط https://www.facebook.com/waleed.abutabikh/posts/898767790184619
ولكن أقول لك اختصاراً أن أي شيء سيء يصيبك فهو من نفسك لقوله تعالى "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" والنفس هي مجموعة الأفكار والمشاعر. فحال نفسك قبل أن تتعرض للظلم يختلف عن حال نفسك عندما تعرضت للظلم، والله وضع قانونه الإلهي الذي يسري على كل البشر وهو أن حالك لن يتغير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ إلا عندما يتغير ما بنفسك "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". إذاً الشخص الذي ظلمك ما كان يستطيع أن يظلمك إلا عندما تغير ما في نفسك. وأرجو الاطلاع على الرابط المذكور للتعرف بالتفصيل على هذه النقطة الجوهرية.
***** الخاتمة *****
لتتأكد من أنك سامحت ذلك الشخص من قلبك، اختبر نفسك وادعو له بأجمل شيء تحب أن تدعو به لنفسك وانظر هل سيخرج الدعاء من قلبك أم لا.
سامحه لتبدأ انطلاقة جديدة في حياتك. سامحه لكي تحافظ على سلامة قلبك يوم القيامة فتنجو. سامحه فلا يتعكر صفو حياة المرء إلا بتعكر صفو قلبه. سامحه وخلّص قلبك من النار التي تُصر على الاحتفاظ بها في قلبك.
سامحه وفُك أسر قلبك المسكين.
#حتى_يغيروا_ما_بأنفسهم