أي فكرة في رأسك تحاول دائماً أن تجذب انتباهك وتستحوذ عليه، بل تحاول
أن تسجن عقلك في سجنها، وأحيانا تنجح في ذلك عندما يمر الإنسان بلحظات ضعف. فمثلا عندما يكون الإنسان مريضاً وعلى وشك القيام بعملية
جراحية، يمكن بسهولة أن تسيطر عليه فكرة الموت أو فكرة ضياع أولاده من بعده وحينها
تكون الأفكار السلبية أكثر شراسة وتستطيع أن تجعل عقله أسيراً لها، وعندما تقوى
الفكرة التي في الرأس تخلق مشاعر في القلب مثل مشاعر الخوف والحزن والقلق وتستمر
هذه المشاعر طالما استمرت الفكرة في الاستحواذ على عقلك.
كذلك الأفكار الإيجابية تفعل العكس، حيث تولد
في قلبك مشاعر إيجابية. لذلك في أي وقت تشعر فيه بخوف أو ملل أو قلق قم
في الحال بالتفتيش في عقلك وانظر إلى نوعية الأفكار التي تفكر فيها في ذلك الوقت
وستجدها كلها أفكار سلبية. لا تقاوم هذه الأفكار، فمقاومتها ستجعلها أكثر شراسة،
فما تقاومه يزداد. ببساطة فكّر فيما هو عكسها، فكّر فيما تريده، لا فيما لا تريده.
لا تجعل رأسك مرتعاً لكل ما هب ودب من الأفكار تدخل إليه بلا حسيب أو
رقيب. إن كانت أفكار إيجابية، فأدر ظهرك لها ولا تعيرها أي اهتمام وإلا ستتمكن من
السيطرة على عقلك بل وتجلب لك شقيقاتها من الأفكار السلبية الأخرى فهي لا تأتيك
فرادى، وإن كانت أفكار إيجابية، فرحب بها واحتفي بها، فستجلب لك شقيقاتها من
الأفكار الإيجابية الأخرى.
حياتك كلها ترسمها الأفكار التي في عقلك، وعندما تسيطر على تلك
الأفكار تصبح أنت الرسام وترسم حياتك كما تريد.