كل إنسان هو صاحب روح خالدة لا تموت. الإنسان لا يموت أبداً. وهذه الحقيقة لا تتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بأن الموت حق على الجميع. فالإنسان روح وجسد، وشتان الفارق بينهما. وعندما يموت جسد الإنسان فإن روحه تصعد لربها فقط ولا تموت. لماذا؟ لأنها جزء من روح الله عز وجل والله حي لا يموت. ألم تدب الحياة في جسد أبيك آدم عندما نفخ الله عز وجل فيه من روحه؟ وأنت من آدم، فالروح التي تسري في جسدك هي جزء من روح الله عز وجل.فياله من تكريم وتعظيم لبني الإنسان لا يدركه الكثيرون منهم بأن تكون روحهم هي جزء من روح الخالق العظيم.
ولذلك، عندما تنام، تصعد روحك إلى ربها مشتاقة إليه، وترد إليك عندما تستيقظ من نومك. فالنوم كما يسمونه هو الموتة الصغرى.
هل تدرك مدى عظمة أن تكون روحك هي جزء من روح الله؟ أتعرف ما معنى ذلك؟ إن هذا يعني أن الله عز وجل لو كان له ولد- وحاشى لله أن يكون له ولد- لكنت أنت أغلى عنده من ولده. كيف ذلك؟ ألم تر الآباء والأمهات يعبرون عن مدى حبهم لأبنائهم ويقولون أن أبنائهم هم قطعة منهم؟ أما أنت أيها الإنسان، فأنت قطعة من روح الله عز وجل. ولا أكون مغاليا عندما أقول أن الله عز وجل يحبك أكثر بكثير مما يحب نفسه. لا تظن قلمي يهذي بكلمات غير معقولة. ألم تر يوما شخصا يحب صديقه أو أخيه أكثر مما يحب نفسه؟ فلماذا تستغرب ذلك في حق الله الذي وهبك قطعة من روحه لتسري في جسدك فتتحرك بها وتسكن وتأكل وتشرب وتطيع وتعصي.
من هذا المنطلق، نجد أن جميع البشر تسري في أجسادهم روح واحدة، هي جزء من روح الله عز وجل. فاحرص كل الحرص على إسعاد غيرك وفعل الخير لهم قدر المستطاع، فأنت بذلك تُسعد روحك، وإياك أن تؤذي غيرك فأنت بذلك تؤذي روحك، وإن آذاك غيرك فعليك أن تتحلى بالعفو والتسامح قدر المستطاع فمن آذاك هو روحك. فما أحوجنا أن نتعامل مع الغير على أننا جميعا روح واحدة ولكنها في أجساد متعددة.
لا تنس أبدا أن الأصل فيك هو الروح، فأنت روح لها جسد، ولست جسدا له روح.
دُمتم في سعادة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق