هل فكَّرت في
السؤال الآتي: "لماذا يبدو الآخرون أكثر سعادةً مني؟!"
عندما تنظر حولك،
تجد الآخرين يبتسمون ويضحكون، وتسير حياتهم على نحو جيد؛ بينما تبدو حياتك
مُتعثِّرة حتى إنك لَتُكافِح من أجل أن يسير يومك على نحو طبيعي. حينها، تتوقف
وتقول لنفسك إن سعادة الآخرين مجرد وَهْم!
عادةً ما يتأثر
نموك وتطورك بأفكارك وطريقة حياتك، فإذا أبديت الاهتمام الكافي بأفكارك وتصرفاتك،
فستتمكن من السيطرة على مشاعرك. لذا، عِشْ حياتك بإيجابية، واعلم أن السعداء
ينظرون إلى الأشياء بطريقة مختلفة.
والآن، إليك خمسةَ
أشياء يُركِّز عليها السعداء دائمًا:
1- تطوير الذات
لا تشغل بالك بما
يُحقِّقه الآخرون، ولا تُفكِّر كثيرًا فيما يمتلكه جيرانك أو ما يحققه أصدقاؤك؛
ولكن ركِّز فقط على تحقيق تقدُّمك ونموك الذاتي. عندما تُركِّز على شؤونك، فلن
تفكر إلا في الأهداف التي ترغب في تحقيقها، ومِن ثَمَّ ستبذل الجهد اللازم لإحراز
تقدم كل يوم. وسوف تشعر بالرضا عندما تدرك أنك تفعل شيئًا ذا أهمية في تحسين
حياتك، وأنك تساهم في تقديم شيء إيجابي لنفسك ولعائلتك وللعالم بأسره.
وعندما تلاحظ
تطورك المستمرَّ، لن تُشكِّل نجاحات الآخرين مصدر إحباط لك؛ بل ستكون دافعًا لك
لتحقيق مزيد من النمو والتطور.
2- اختيار السعادة
السعادة اختيار،
والقرارات التي تتَّخذها بشأن احتياجاتك في الحياة هي التي تجعلك سعيدًا أو غير
سعيد. فإذا سيطرت عليك فكرة أنه ما زال هناك شيء ينبغي أن تُحقِّقه لكي تكون
سعيدًا، فلن تُحقِّق السعادة أبدًا. إن السعادة تأتي أيضًا من الرضا؛ فلن تسير
جميع أمورك على ما يرام طوال الوقت، ولكن ما لا يُسعِدك الآن قد يكون مصدرًا
لسعادتك فيما بعدُ. فاعلم أن الكثير من الأمور الجيدة تحيط بك، وما عليك إلا أن
تُمعِن النظر لتكتشف أسباب السعادة التي تمتلكها.
السعادة لا تعني
أن تكون خاملًا أو كسولًا. لذا، يجب أن تدرك أنك في رحلة مستمرة، يجب أن تستغل كل
لحظة فيها. واجه التحديات بإيجابية، وتغلَّب على العقبات، وانظر إلى الجانب المشرق
من حياتك.
3- نِسيان الماضي
لا يخلو أَحَدٌ من
الذكريات المؤلمة في ماضيه، وما يُحدِّد سعادة الإنسان هو طريقة تعامله مع تلك
الذكريات المؤلمة. لا تدع مشاعر الإحباط والاستياء تسيطر عليك، ولكن تعلَّم من
خبراتك الماضية، واجعلها دافعًا لك نحو التقدُّم والتفاؤل بمستقبل أفضل.
وكذلك لا تدعْ
ذكرياتك السعيدة تحرمك من السعادة في حاضرك، بأن تشعر أن أسعد الأوقات قد مرَّت
إلى غير رجعة؛ فللسعادة صورٌ متعددةٌ، ولكنها موجودة دائمًا إذا أردت تحقيقها. يجب
أن تدرك أنك تعيش في الحاضر، وأنك تستطيع اتِّخاذ قرارات تنعكس آثارها على تحقيق
سعادتك؛ كأن تُقرِّر ما ترغب في فعله، أو تختار مَن تقضي معهم أوقاتًا سعيدة.
للمحيطين بك تأثيرٌ
كبيرٌ في تحديد مدى سعادتك، فإذا كنت مُحاطًا بأشخاص سلبيين يحاولون إحباطك
والحَدَّ من طُمُوحاتك وتقدُّمك، فابتعد عنهم على الفور. قد تستسلم لما حولك فتظلُّ
مُحاطًا بالسلبية عندما تشعر أنه لا خيار آخر لديك؛ لكنك -في الحقيقة- تملك خيارات
أخرى.
من تلك الخيارات
أن تقضي بعض الوقت بمفردك، وهذا أفضل من أن تكون مع أشخاص يعُوقون تقدُّمك. وقد
يبدو الاختلاء بالنفس شاقًّا على البعض، لكنه لا يعني بالضرورة أن تشعر بالوحدة
والملل. فعندما تكون وحدك، تجد الفرصة لكي تفكر وتتأمل وتبحث عن طرق لتحسين إدراكك
للأشياء مِن حولك.
5- الصدق مع النفس والآخرين
أحيانًا تكون
الحقيقة مؤلمة، ولكن تَقبُّل الحقيقة والتعايُش معها أفضلُ من الكذب على الذات
وعلى الآخرين. فالتزم الصدقَ في كل شؤون حياتك حتى تشعر بالراحة النفسية، وتتحرَّر
من قيود الكذب وأوهامه.