من يخاف منه لا يحبه ومن يحبه لا يخاف منه
إذا كان هناك أحد في هذا الكون يجب ألا تخاف منه فهو الله
إذا كان هناك أحد في هذا الكون لا يمكن أن يخذلك أو يتخلى عنك فهو
الله
إذا كان هناك أحد في هذا الكون يستحيل أن يظلمك فهو الله
إذا كان هناك أحد في هذا الكون يتمنى قربك طول الوقت فهو الله
إذا كان هناك أحد في هذا الكون يستحيل أن يغلق بابه في وجهك مهما فعلت
فهو الله
كيف تخاف منه وهو بهذه الصفات؟ الله هو سندك، هو ظهرك، هو أقرب
الأقربين إليك، هو أرحم مليون مرة بك أكثر من رحمة أبيك وأمك بك، فإذا كنت قطعة من
أبيك وأمك، فأنت قطعة من روح الله.
عندما تخاف منه لن تستطيع القرب منه، اقترب منه فهو سبقك وجعل نفسه أقرب
إليك من حبل وريدك، بل جعل روحه مربوطة بروحك.
والخوف الذي أقصده هنا، خوف الرعب، خوف العقاب، الخوف الذي ربانا عليه
أغلب رجال الدين في كل دين. أما الخوف المذكور في القرآن فهو خوف الاحترام، خوف
المقام، خوف بدافع الحب. الطفل الذي يخاف أن يُقصر في واجبه المدرسي لكي لا يحزن
والده هو طفل يحب والده ولا يخاف منه، والطفل الذي يخاف أن يُقصر في واجبه المدرسي
لكي ينجو من العلقة الساخنة والضرب المبرح من والده هو طفل لا يحب والده، ولكنه
يخاف من والده.
فرق كبير بين من يصلي خوفا من عقاب تارك الصلاة ومن يصلي حباً في الله
وقرباً منه
فرق كبير بين من يمتنع عن الرشوة خوفاً من عقوبة الله في الدنيا أو في
الآخرة ومن يمتنع خجلاً من كرم الله عليه.
لا تسمح لأحد أن يخيفك من الله، لا تسمح حتى لنفسك أن تخوّفك من الله.
من عرف الله أحبه، ومن أحبه لا يخاف منه. من يخاف من الله لن يستطيع أن يقترب، ومن
لا يقترب لن يستطيع أن يعرف الله حق المعرفة، ومن لا يعرفه سيضيع عمره حسرات.