‏إظهار الرسائل ذات التسميات التفكير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التفكير. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

أربع خُطوات لإتقان أيِّ مهارةٍ والتَّفوُّق فيها



ثمَّة عامل مشترك بين جميع المهارات الأساسية التي ينبغي لك إتقانها؛ من أجل التَّفوُّق، وتحقيق جميع أهدافك في الحياة. يتمثل هذا العامل في درجة الصعوبة التي تواجهها في اكتساب تلك المهارات. فإن هذا العامل هو الذي يجعل أصحاب المهارات سلعةً نادرةً ذات قيمة مرتفعة، يتهافت عليها الجميع.
كل ما تحتاج إليه الآن لإتقان أي مهارة ترغب في اكتسابها هو اتِّباع الأسلوب الصحيح. وفيما يلي أربعة عوامل أساسية للأسلوب الذي ينبغي لك انتهاجه، إذا أردت التَّفوُّق في أي مجال تريده.

1.  الانشغال بالفكرة

إن الانشغال بالفكرة أمر جوهري لإتقان أيِّ مهارة. فاقرأ كل ما يتعلق بها، وتواصل مع آخرين يهتمُّون بها. وكذلك، يجب أن تمارس تلك المهارة كلَّ يوم؛ فالانشغال بالمهارة والشغف بها هو الوقود الذي يدفعك في رحلتك إلى إتقانها. لذا، ركِّز على شيء تحبه، ثم اسْعَ وراءه بكل طاقتك. واجعل هذا الشيء محور حياتك حتى يصير عادةً مُتأصِّلةً، وجزءًا من أسلوب حياتك.

2.  النظام والانضباط

يرى الكثيرون الانضباط أمرًا صعبًا أو مُمِلًّا، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك؛ فالانضباط سِمَةٌ رائعةٌ على المرء أن يتحلَّى بها إذا أراد تحقيق ما يصبو إليه في الحياة.
الانضباط لا يعني سوى أن تضع ترتيبًا لأولوياتك، وتحرص على الالتزام به؛ ولو كنت مشغولًا، أو لا ترغب في ذلك. ولكي تتقن مهارةً، مارسْهَا مراتٍ ومراتٍ على مدى سنوات عديدة حتى تصير عادةً لديك لا مجال للتنازُل عنها؛ وحينها ستجد نتائج مُدهِشة.

3.  المثابرة

في سعيك إلى إتقان المهارة التي ترغب فيها، سوف تواجه العديد من العقبات -الفنية أو التعليمية-، لكن كُن واثقًا من أنك تستطيع التَّوصُّل إلى حَلٍّ لجميع مشاكلك إذا تَحَلَّيْتَ بالمثابرة. إن أكبر عقبة يواجهها كُلٌّ مِنَّا في طريقه هي نفسه؛ إذ تتولَّد لديه مشاعر الملل والكسل وعدم الرغبة في فعل شيء جديد.
فتذكَّر دائمًا أن العظماء لا يتخلَّوْنَ عن أهدافهم مهما كان الأمر صعبًا أو مُمِلًّا؛ فلكي تصل إلى القمة، لا تستسلم!

4.  التركيز

قد ينحرف المرء عن مساره، أو يفشل؛ لأنه لم يضع هدفًا واضحًا لنفسه، أو لأنه لم يحافظ على تركيزه.
حدِّد هدفك، وضَعْ رؤيةً واضحةً لتحقيقه، وركِّز على هذا الهدف وَحْدَه. فيمكنك أن تكتب هذا الهدف، أو تضعه على خلفية هاتفك، أو على مكتبك.
وأخيرًا، فإن إتقان مهارة متميزة ليس عِلْمًا مُعقَّدًا، ولكنه أمر يتعلق بالتكرار والانضباط والمثابرة والتركيز!

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

4 طرق لتدريب عقلك على النجاح



بمجرد أن يُوقِظك مُنَبِّهُك في السادسة صباحًا، تتذكر قائمة المهام التي عليك القيام بها طوال اليوم. وقبل أن تغسل أسنانك، تفتح هاتفك لترى رسائل البريد المهمة. وفي أثناء تناولك الإفطار، تتهيَّأ لاجتماع الظهيرة، بأن تتدرَّب على ما ستقول، وتتوقَّع الاعتراضات؛ فيدور الاجتماع بأكمله في رأسك مرارًا وتكرارًا!
تقول لنفسك: "سيكون يومًا طويلًا!" وما تزال الساعة السابعة والنصف! هل يبدو لك هذا مألوفًا؟!
هذا النوع من التفكير مُرهق، وعديم الفائدة، ويستهلك الكثير من الوقت؛ ولكن بإمكانك أن تُعَوِّد نفسك وعقلك ليكون حاضرًا، ومُنتِجًا، وداعمًا لك إذا طبَّقت هذه الأساليب المُجرَّبة والفعَّالة للتأمُّل:

1- تقبَّل حتمية التفكير

التفكير المُبالَغ فيه ليس مشكلة العقول الكسولة، بل تكمن المشكلة في ترك أفكارك تُشتِّتك، أو تتحكَّم فيك.
كذلك البقاء في حالة صراع مع عقلك أو الشعور بخيبة الأمل بسبب قلة تركيزك لن يتسبَّب إلا في زيادة تفكيرك سوءًا، وسيستهلك كل طاقتك؛ لكن من الطبيعي أن تتقبَّل التفكير. تلك هي أول خطوة في طريق إعادة تدريب عقلك وتركيزك؛ فالتَقبُّل هو الخطوة الأولى للسيطرة على الأمور.

2- مرِّن عقلك بالتكرار اللطيف

قلة التركيز عادة! وأيًّا كان نوع شخصيتك، أو صفاتك الجينية، أو شكل تربيتك؛ يُمْكِنُك تغيير هذه العادة بالمواظبة على التكرار بلطف.
إذا لاحظتَ أن انتباهك قد شَردَ في أثناء اجتماع أو مكالمة هاتفية، فخُذْ نَفَسًا عميقًا، وانتبه جيدًا للمكالمة أو للاجتماع.
هذا تدريب فعَّال للغاية، ويمكنك ممارسته في أي وقت من اليوم. وكلما راقبت عقلك أكثر حين يشرد، كنت أكثر حضورًا وتركيزًا.

3- التعامُل مع القلق

الأفكار المُقلِقة تخدعك لتُلهِيك وتستهلك طاقتك؛ فهي تُبعِدك عن اللحظة الراهنة، وترميك في المستقبل. اللحظة الراهنة هي المكان الذي تكمن فيه كل طاقتك، ولكن عندما تُركِّز باستمرار على المستقبل، تُضيِّع الوقت والمجهود، ويزداد شعورُك بالوَهَن.
لذا، حين تجد نفسك شاردًا في فكرة مُقلِقة، اسأل نفسك أحد هذين السؤالين: "هل يحدث هذا الآن؟"، أو "هل عليَّ الآن أن أُفكِّر في هذا الأمر؟"
وإن لم يكن ذلك شيئًا يحتاج إلى انتباهك في الحال، فستكون الإجابة بالطبع "لا، هذا لا يحدث الآن"، أو "لا، لا ينبغي أن أفكر في هذا الآن". كرِّر هذا السؤال حتى تشعر أن انتباهك قد صار أكثر استقرارًا في اللحظة الراهنة.
هذا التدريب أيضًا مفيد للغاية إذا وجدتَ نفسك في منتصف الليل تُفكِّر في مهام اليوم التالي.

4- تَنفَّس بعُمْق ثلاث مرات يوميًّا

التنفُّس العميق المُتَعمَّد يتطلَّب منك التركيز، وهو طريقة رائعة لتُعَوِّد ذِهنك على أن يكون حاضرًا. اضبط هاتفك -إن اضطررت لذلك- ليُذكِّرك به في ثلاثة أوقات مختلفة: 12 ظهرًا، و3 عصرًا، و7 مساءً.
تذكَّر أن ذهنك هو أقوى حلفائك؛ لذا استخدم هذه الخطوات لتتحكَّم في انتباهك، ولتخلق بيئة ذهنية حيوية وناجحة ومُثمِرة؛ وستكون أنت أيضًا كذلك.

الاثنين، 9 ديسمبر 2019

أربع خُطوات لتتغلَّب على الخوف والقلق



لم أدرك قبل ذلك مدى سيطرة الخوف والقلق على حياتي، وعندما أعود بذاكرتي إلى الوراء، يتبيَّن لي مدى تأثيرهما الكبير عليها؛ إذ إن الخوف لا يترك لي إلا مجالًا ضيِّقًا أمارس فيه طقوسي اليومية، في حدود منطقة الراحة "comfort zone"، ولا يترك لي حرية التحرك أبعدَ منها. لقد نجحت في تغيير هذا الأمر تمامًا في السنوات القليلة الماضية. وإليك خمسَ أفكار رئيسية ساعدتني على التحرُّر من الخوف، وأيضًا ثَمَّةَ أربع خُطوات يمكنك البدء في تطبيقها على الفور؛ لتتخلَّص من خوفك وقلقك، وتحويلهما لدافعيْن إيجابييْن.

الفكرة الأولى

إن لم يكن هناك سبب مادي للخوف يدعوك للهرب والنجاة بحياتك (كالخوف من حيوان متوحش أو من شخص غاضب يحمل سلاحًا)، فغالبًا ما يكون الخوف شعورًا يشير إلى خوض تجربة جديدة غير واضحة الأبعاد، وقد تنطوي على العديد من الأمور المدهشة بانتظارك، والتي تتجاوز منطقة راحتك. وفي هذا السياق، يكون الخوف صحيًّا وطبيعيًّا.
ولا شك أن إدراك حقيقة أن الخوف أمر صحي وطبيعي يُحرِّر الإنسان من قيوده؛ لأنه يعني أنه ليس مضطرًّا للانتظار حتى يتخلَّص من خوفه قبل الإقدام على أي تصرف، وأنه من الطبيعي أن يشعر بالخوف وينجز عمله.
لن تَعْدِمَ إنسانًا لا يشعر بالخوف في موقف ما؛ ولكن بداخلنا القدرة على تحويل هذا الخوف لدافعٍ لنا نحو النموِّ والتقَدُّم للأمام.

الفكرة الثانية

من خلال تجربتي -ومن دراسة العديد من الحالات على مدار السنوات الماضية- اكتشفت أن معظم مشاعر الخوف والقلق (وليس جميعها) يأتي من أفكارنا تجاه الآخر (الذي قد يكون شخصًا، أو شيئًا أو حدثًا، أو احتمالًا معيَّنًا).
فالخوف لا يأتي من حدث واقعي يحدث أمام عينيك الآن، ولكنَّه في الغالب يكون نتيجة رَدِّ فعلٍ عاطفيٍّ، يَنتِج عن حوار داخلي يدور في عقلك.

الفكرة الثالثة

يأتي أكثر مشاعر الخوف والقلق (وليس جميعها) من أفكارنا المتعلقة بالمستقبل؛ فالإنسان يشعر بالخوف من كل ما يَتوقَّع حدوثه، على المدى القريب أو البعيد.

الفكرة الرابعة

إن تيقَّنْت تمامًا أن الأفكار -وخاصةً الأفكار التي تتعلق بالمستقبل- هي السبب الرئيسي في خوفك، فقد عرفت العلاج الناجع لمشكلة الخوف؛ فالأفكار قد تتغير، والمستقبل لم يأتِ بعدُ. إذًا، فالأمر ليس واقعًا. إن علاج مشكلة الخوف يكمن في التخلُّص من الأفكار السلبية، والعيش في الحاضر. وبالطبع، يكمن التحدي في القدرة على البقاء بعيدًا عن الأفكار السلبية؛ لأن العقل من عادته أن يعُود إلى أنماط التفكير السلبي، وخاصةً ما يرتبط منها بالمستقبل؛ وهذا أمر طبيعي حتى تُدرِّب عقلك على خلافه.

الفكرة الخامسة

إن لم تتحكَّم في عقلك، فسيتحكَّم فيك. يمكنك التحكُّم في عقلك، وإدارة أفكارك وتوجيهها؛ ولكن الأمر يحتاج إلى الممارسة؛ فكلما مارسته، تحسَّنت قدرتك. ولا شك أنك وحدك مَن يصنع واقعك ويُشكِّله بأفكارك التي تُعَدُّ كالعدسة؛ تلتقط بها كل ما يُحِيط بك، وتُصفِّيه وتُحلِّله.
تذكَّر دائمًا أن الخوف والقلق لا يَظهران كنتيجةٍ مُباشِرةٍ لما تخاف منه أو تقلق بشأنه، ولكنهما يظهران كنتيجةٍ للتصور الخاطئ الذي يُضفِيه عقلك على ما تخاف منه. لذا، يمكنك التغلب على خوفك وقلقك، وتحويلهما إلى دوافع إيجابية بتغيير طريقة تفكيرك، والتخلُّص من النظرة السلبية للأشياء.
عليك أن تُدرِك جيدًا أن لديك من الوعي والإدراك ما يكفي للتحكم في عقلك، ومراقبة أفكارك، ومن ثم السير في اتجاه إيجابي جديد؛ بعيدًا عن الخوف والقلق. ومن دون هذا التصور، سوف تظلُّ في خوف وقلق.
والآنَ، إليك طريقةً بسيطةً تُثبِت أن لديك من الوعي والإدراك ما يكفي للتحكم في عقلك، والسيطرة على أفكارك:
§       أغلق عينيك دقيقتين، وركِّز على أفكارك.
§       بعد الدقيقتين، افتح عينيك وتحدَّث عما كنت تفكر فيه. على سبيل المثال: "كنت أفكر في العمل المتأخر الذي لم أنجِزْه"، أو "كنت أفكر فيما سأتناوله في وجبة الغداء"؛ وهكذا.
§       والآن، أجِب عن هذا السؤال: "مَن الشخص أو ما الشيء الذي يراقب أفكارك؟!"
§       لا تستطيع الأفكار مراقبة نفسها، وكذلك العقل لا يستطيع السيطرة على نفسه؛ لكنَّ هناك جزءًا آخر منك يقوم بهذه المهمة. إنه إدراكك ووعيك.
إذا تَرسَّخ لديك اعتقادٌ أنك غير قادر على التحكُّم في عقلك وأفكارك، فأنت في ورطة حقيقية يصعُب الخروج منها؛ لأنك حينها تكون كَمن يدور في حلقة مُفرَّغة ليس لها مَخرَج؛ لكنَّ هناك وسيلةً للخروج من هذا المأزق.
عندما تتيقَّن من أن لديك الوعي والإدراك الكافييْن للتحكُّم في عقلك والسيطرة على أفكارك، ستدرك أنك قادر على التخلُّص من أفكارك السلبية، وإعادة صياغة الموقف الذي تمُرُّ به.
إليك طريقةً بسيطةً للقيام بهذا الأمر:

أربع خُطوات لتتغلَّب على الخوف والقلق

تُعرَف هذه الطريقة باسم "تدريب الواقع مقابل الخيال"، وهي تُفسِح المجال لاستخدام إدراكك وتعزيزه؛ من أجل التوقف عن التركيز على الأفكار السلبية المرتبطة بالمستقبل، وإعادة توجيه عقلك إلى اتجاه إيجابي يعُود بالنفع عليك.
ولكي تُؤتي هذه الطريقة ثمارَهَا، مارسْهَا في كل مرة تمُرُّ بتجربةِ خوفٍ أو قلقٍ؛ فالإصرار على مقاطعة تلك الأفكار السلبية يُقلِّص سيطرتها.
احتفظ دائمًا بمفكرة لتدوين ملاحظاتك. وحين تدور في عقلك أفكار تتعلق بالخوف والقلق، اتبع الخطوات الآتية:
1- أكمل الجملة الآتية: "ما أخشاه أو أقلق بشأنه هو ... ... ..." وعندما تُحدِّده، ضَعْ سيناريو تفصيليًّا قدر الإمكان لما يدور في عقلك من أفكار الخوف والقلق، ورَدِّ فعلك تجاهها.
2- والآن، لنُحلِّل الموقف. كُن أمينًا في تحديد سبب خوفك أو قلقك، ومن ثَمَّ قرِّرْ حقيقة واضحة تُلخِّص الموقف. على سبيل المثال، إذا كانت إجابتك عن النقطة الأولى كالتالي: "ما أخشاه أو أقلق بشأنه هو ألا أجد فرصة عمل مناسبة"، تكون الحقيقة التي تُلخِّص الموقف هي: "أنا أعاني من البطالة في الوقت الحاضر"؛ وليس هناك حقيقة أخرى.
3- والآنَ، اكتب تحليلك للموقف، على أن يتضمَّن جميع ما قلته، وتوقعاتك لما قد يحدث، ورأيك في الحقائق التي توصَّلت إليها، والأسباب التي أدَّت إلى مخاوفك وقلقك.
4- وبعد أن فَصَلْتَ الحقيقة عن الخيال، ستُدرِك ما هو حقيقي، وما هو مجرد تصورات في عقلك. ستجد أن الأفكار السلبية التي تدور في عقلك هي التي تُولِّد مشاعر الخوف والقلق. وقد تعتقد أن هذه التصورات والأفكار السلبية قد تحدث، رغم أنها ليست حقائق ثابتة في الوقت الحاضر؛ وهذه هي المشكلة. ففي كل لحظة، هناك عددٌ لا حصر له من الاحتمالات. وإذا اقتصر الأمر في عقلك على السيناريوهات السلبية التي تُضيِّق عدد الاحتمالات وتحُدُّ منها وتُشعِرك بالضَّعْف، فستُصاب بالإحباط، وستتأثر ردود أفعالك، ولن تخرج من دائرة الخوف والقلق.
لذا، حانَ الوقتُ لتدريب عقلك على شيء جديد، لإكسابه القدرة على توليد أنماط تفكير إيجابية تُعزِّز قدرتك. استخدم وعيك وقدرتك على الإدراك لتحديد التصورات المحتملة، التي يمكنك أن تجعلها بدائل إيجابية عندما تتعرَّض لأفكار سلبية تؤدي إلى الخوف والقلق.
وكلما كنت قادرًا على تحليل أنماط تفكيرك السلبية القديمة بانتظام، وكذلك كلما تركتها واستخدمت أفكارًا إيجابية بديلة- تحرَّرت من قيود الخوف والقلق، وتغيَّرتْ نظرتك إلى العالم مِن حولك.

الأحد، 2 أكتوبر 2016

ضرورة الاستماع للمخالفين

"لما تلاقي شخص يتعرض لهجوم من قطاع كبير في المجتمع بسبب أفكاره، احرص على الاستماع لهذا الشخص، فغالباً سيكون لديه الكثير لكي تتعلمه منه".
هذه نصيحة مهمة جاءت في أحد فيديوهات الدكتور Ahmed Emara أحمد عمارة، وفي الحقيقة أنا كنت أعمل بها دون أن أعلم بها. ولكن هناك سؤالان:
الأول: لماذا ينبغي عليك أن تستمع لمثل هؤلاء الأشخاص؟
لأن سنة الله في هذا الكون هي التطور والتغير الدائم، فلا يوجد في الكون أي شيء ثابت، ولن يتطور أي مجتمع لوضع أفضل إلا إذا تبنى أفكار أفضل من الأفكار التي يتبناها المجتمع حالياً.
الثاني: لماذا أصلا المجتمع يهاجم مثل هؤلاء الأشخاص؟
لأنك عندما تأتي بأفكار جديدة تؤدي إلى التطور للأفضل فهذا يثبت أن باقي أفكار المجتمع الحالية أصبحت غير صالحة لتحقيق التطور في المجتمع أو أصبحت لا تفيد المجتمع، وكذلك لأن أغلب البشر تخاف من تجربة شيء جديد تجهله.

ولكن لاحظ، عندما تستمع لمثل هؤلاء الأشخاص أو تقرأ لهم، عليك أن تفعل ذلك بعقل منفتح وبدون برمجات مسبقة لأن أغلب المجتمع يتهم من يأتون بأفكار جديدة بتهم من قبيل "هدم الدين" إذا كان ذلك الشخص يتحدث في الدين أو "خائن وعميل" إذا كان هذا الشخص يتحدث في السياسة أو الشأن العام، وهكذا.
ولكن ماذا يعني أن تستمتع لهم بعقل منفتح؟ يعني أن لديك الاستعداد لاستكشاف شيء جديد عليك ودراسته وتدبره لترى هل يتسق ذلك مع عقلك وقلبك أم لا، وذلك بعد أن تُنحّي رأي المجتمع في مثل هؤلاء الأشخاص جانباً.

بقى أمر هام وهو أن هذه ليست مجرد نصيحة، بل هي أمر من الله الذي أمرنا أن نستمع لجميع الأقوال ثم نتبع الأحسن من بينها { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}، ولن نعلم الأحسن إلا بالتفكر والتدبر.
دمتم متفكرين كما أمركم الله!


الأحد، 25 سبتمبر 2016

التفكير للشجعان فقط


تأتيك فكرة أو يقفز في ذهنك سؤال وتجد أن تلك الفكرة أو ذاك السؤال سيؤدي إلى تحطيم أفكار أخرى استقرت في ذهنك لسنوات أو ربما عقود. أغلبنا يهرب من مواجهة تلك الفكرة أو محاولة الإجابة على ذلك السؤال، لأنه إن فعل ذلك سيجد نفسه قد وصل إلى أفكار يرفضها من حوله، بل يجد نفسه مضطراً إلى هدم أصنام فكرية يسجد لها كل من حوله، وسيضطر إلى إعلان العصيان على هذه الأصنام ويرفض السجود لها، وبالتالي سيجد من أبناء مجتمعه من يتهمه بالكفر، ومن يتهمه بمخالفة "ثوابت المجتمع"، ولن يقدر على ذلك إلا ذو قلب شجاع وعقل لا يقبل إلا الحقيقة.
فعلها قبل ذلك محمد بن عبد الله والكثير غيره من رسل الله وأوليائه. فلولا شجاعة محمد بن عبد الله لكنت أنا وأنت نسجد لأصنام حتى الآن.
الغريب أنهم يقولون أن التفكير قد يؤدي بك إلى الكفر، فهل يأمرك الله بشيء يؤدي بك إلى الكفر؟ والأغرب أنهم يقولون لك إن خطرت ببالك تلك الأفكار الغريبة فاستعذ بالله، فهل أستعذ بالله لكي أخالف أمر الله لي بالتفكير؟

يا صديقي إن أداة التفكير الذي وهبك الله إياها، وهي المخ، لن تقودك إلا إلى خالقها، طالما كانت نيتك هي الوصول إلى الحقيقة. أطلق العنان لأفكارك وابحث عن الحقيقة، فستجد الله هناك، حتى وإن تعثرت في الوصول إلى هذه الحقيقة، بل حتى وإن مت وأنت لم تصل إليها، يكفيك شرفاً أنك مت وأنت تبحث عنها، لأنك بذلك ستكون قد مُت وأنت تبحث عن الله، فالله هو الحقيقة المطلقة الوحيدة في هذا الكون.

لا تخف من التفكير، عليك أن تخف فقط من عدم التفكير!
لا تسمح لأحد أن يسجن عقلك، فقد خلقه الله حراً!

الجمعة، 8 يوليو 2016

إذا أردت أن يختفي شيئاً من حياتك، فتوقف عن التفكير فيه

يقول فاديم زيلاند "إذا أردت أن يختفي شيئاً من حياتك، فتوقف عن التفكير فيه. مُرّ بجانبه وكأنك لا تراه" ومعلوم أن من مبادئ قانون الجذب أن الشيء الذي تركز عليه يزداد ويكبر وما تقاومه يزداد أكثر