الأحد، 25 سبتمبر 2016

التفكير للشجعان فقط


تأتيك فكرة أو يقفز في ذهنك سؤال وتجد أن تلك الفكرة أو ذاك السؤال سيؤدي إلى تحطيم أفكار أخرى استقرت في ذهنك لسنوات أو ربما عقود. أغلبنا يهرب من مواجهة تلك الفكرة أو محاولة الإجابة على ذلك السؤال، لأنه إن فعل ذلك سيجد نفسه قد وصل إلى أفكار يرفضها من حوله، بل يجد نفسه مضطراً إلى هدم أصنام فكرية يسجد لها كل من حوله، وسيضطر إلى إعلان العصيان على هذه الأصنام ويرفض السجود لها، وبالتالي سيجد من أبناء مجتمعه من يتهمه بالكفر، ومن يتهمه بمخالفة "ثوابت المجتمع"، ولن يقدر على ذلك إلا ذو قلب شجاع وعقل لا يقبل إلا الحقيقة.
فعلها قبل ذلك محمد بن عبد الله والكثير غيره من رسل الله وأوليائه. فلولا شجاعة محمد بن عبد الله لكنت أنا وأنت نسجد لأصنام حتى الآن.
الغريب أنهم يقولون أن التفكير قد يؤدي بك إلى الكفر، فهل يأمرك الله بشيء يؤدي بك إلى الكفر؟ والأغرب أنهم يقولون لك إن خطرت ببالك تلك الأفكار الغريبة فاستعذ بالله، فهل أستعذ بالله لكي أخالف أمر الله لي بالتفكير؟

يا صديقي إن أداة التفكير الذي وهبك الله إياها، وهي المخ، لن تقودك إلا إلى خالقها، طالما كانت نيتك هي الوصول إلى الحقيقة. أطلق العنان لأفكارك وابحث عن الحقيقة، فستجد الله هناك، حتى وإن تعثرت في الوصول إلى هذه الحقيقة، بل حتى وإن مت وأنت لم تصل إليها، يكفيك شرفاً أنك مت وأنت تبحث عنها، لأنك بذلك ستكون قد مُت وأنت تبحث عن الله، فالله هو الحقيقة المطلقة الوحيدة في هذا الكون.

لا تخف من التفكير، عليك أن تخف فقط من عدم التفكير!
لا تسمح لأحد أن يسجن عقلك، فقد خلقه الله حراً!