لا أشاهد التلفزيون منذ سنوات، ولكن عندما دخلت غرفتي في الفندق تجولت سريعاً بين قنوات التلفزيون، فوجدت قناة دينية مسيحية وشاهدت رجل دين مسيحي مصري يعظ عدد كبير من الحاضرين، فقلت دعني أشاهد ماذا يقول لهم وأقارن فكره بفكر رجال الدين المسلمين. لم أجد أي فارق. شاهدت رجل دين يكلم عدد كبير من الحاضرين والملايين عبر القنوات الفضائية عن الله ويقدم لهم صورة مغلوطة ومشوهة عن الله وعن الحياة. رجال الدين حولوا الديانات السماوية إلى ديانات أرضية، فأصبح أغلبهم مجرد أجهزة تسجيل ونقل عن السابقين، نقل بدون استخدام العقل، فينسبون ما لا يقبله عقل أو منطق إلى الرسل، ويشوهون صورة الإله في أذهان عباده. لا أقول ذلك اتهاماً لهم بأنهم يُضلون الناس، بل هم أنفسهم شردوا عن طريق الله عندما عرفوا الله من سابقيهم، فصورة الله في أذهانهم منقولة لهم من سابقيهم، وهم بدورهم ينقلون نفس الصورة لمن بعدهم.
لن يتفهم هذا الكلام إلا شخص حاول أن يعرف الله بنفسه بعيداً عن رجال الدين. عندما تفعل ذلك، ستضحك قليلاً عندما تشاهد رجال الدين وستحزن كثيراً لأنك ستجدهم سبب رئيسي في انحراف الملايين عن طريق الله.