صورة حقيقية - لفظ الجلالة يرتسم في السماء |
صديقي، متى آخر مرة نظرت فيها إلى السماء؟
أعلم أنك شاهدتها كثيرا، ولكني أسألك عن آخر مرة رفعت فيها رأسك وجعلت عينيك نُصب السماء. تمر الأيام الطوال ونخرج من بيوتنا كل يوم ونقضي الساعات خارج البيت ثم نعود إليه ولا نرفع أعيننا صوب السماء ولو لمرة واحدة.
ولكنك قد تسألني وتقول "لماذا تريدني أن أنظر إلى السماء؟".
أقول لك أنت بحاجة يا صديقي لأن ترفع رأسك وتجعل عينيك نُصب السماء وتأخذ نفسا عميقا ...
- لكي تملأ قلبك بطاقة روحانية سوف تشعر بأثرها بشكل فوري.
- لكي تجدد صلتك بأهل السماء، فقد نزلت روحك من السماء لتسكن في جسدك، وإليها سوف تعود.
- لكي تجدد الأمل في تحقيق أمنياتك في هذه الحياة.
- لكي تُمتع ناظريك بجمال السماء وألوانها وصفائها وسُحبها.
- لكي تسرح بخيالك وتستلهم الأحلام، فقد يولد بداخلك حلم بسبب نظرة إلى السماء.
خذ أنفاسا عميقة وأنت تنظر إلى السماء، ومع كل زفير انفث همومك وانس آلامك.
من نعم الله علينا في خلق السماء أنه خلقها على ارتفاع شاهق لا يعلم حدوده إلا الله ولم يبلغها أحد من خلقه إلا من أذن له، وذلك لأن الله عز وجل أراد أن يمنحنا أفقا لا حدود له نسبح فيه بأفكارنا وأحلامنا. تخيل لو أن السماء كان ارتفاعها بمقدار طابق أو حتى عدة طوابق فقط، لكانت أفكارنا تتسم بضيق الأفق وقصر النظر.
من نعم الله أيضا في خلق السماء أن خلقها بلون جميل. تخيل لو كان لون السماء أسوداً!!
لتبدأ يومك دائما بالنظر إلى السماء، وليكن أول شيء تفعله عندما تفتح نافذة بيتك في الصباح أو عندما تفتح باب منزلك لتخرج إلى عملك هو أن ترفع رأسك إلى السماء لثوان قليلة وتأخذ نفسا عميقا لتبدأ يومك وقلبك ممتلئ بالطاقة والأمل.
ويا حبذا لو واتتك الفرصة في مكان مفتوح، كحديقة أو شاطئ أو حتى فوق سطح بيتك، واستلقيت على ظهرك لبعض الوقت وأخذت تنظر إلى السماء لتتأمل جمالها وتسبح بأفكارك في أفقها. وما أجمل أن تفعل ذلك مع أطفالك أو مع من تحب وتتأملون أشكال السحاب، فترون معا سحابة على شكل سفينة، وأخرى على شكل حيوان وأخرى على شكل هرم، وهكذا. لعبة جميلة، استمتعنا بها أغلبنا ونحن أطفال، ولكننا بحاجة إليها من حين لآخر ونحن كبار.
ألم تقرأ قول الله تعالى "ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين". ولكن أين الناظرون؟ لقد خلق ملك الملوك السماء من أجلك أنت، وزينها من أجلك أنت، وأنت لا تنظر إليها؟ أعتقد قليل من الحياء تجاه ربنا يجعل النظر إلى السماء عادة أصيلة في حياتنا.
دمتم في سعادة!
هناك تعليقان (2):
بارك الله فى قلمك يا استاذ وليد ودام عطره الفواح منبرا للسعاده لك منى كل التحيه والتقدير
شكرا يا دكتور على كلماتك الطيبة. شرفتني والله بزيارتك لمدونتي.
إرسال تعليق