الأربعاء، 6 أبريل 2011

أراد الانتحار قبل ثورة 25 يناير، فأبى الله إلا أن يكون شهيدا


الشهيد محمد عاشور سرور

أتذكرون في منتصف شهر يناير 2011 عندما أقبل بعض الأشخاص في مصر على إحراق أنفسهم في الأماكن العامة بعد نجاح  الثورة التونسية؟ كانت حالات تُعد على الأصابع، وكان من بينهم المواطن محمد عاشور سرور.

كان المواطن محمد عاشور سرور يعمل في قطاع الأمن بشركة مصر للطيران، وكان، حسب قوله، قد تعرض لظلم شديد من رئيس الأمن بالشركة والذي قام بنقله عدة مرات. في يوم 19 يناير 2011، ذهب المواطن محمد عاشور سرور إلى مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة واعتصم على سلالمها حاملا رسالة احتجاجية ومعه زجاجتي بنزين. وحاول محمد إشعار النار في نفسه، إلا أن أفراد الأمن بنقابة الصحفيين أفشلت محاولته. جاء هذا الخبر في المواقع الإخبارية مثل موقع اليوم السابع وموقع مصراوي، كما تم عرض تقرير عنه في برنامج العاشرة مساء.

ومرت الأيام، واندلعت الثورة وبدأ الشهداء في التساقط، وبدأت وسائل الإعلام في عرض صور وأسماء وبيانات الشهداء. وإذا بي أرى على شاشة التلفاز وعلى صفحات الإنترنت التي تنشر قوائم الشهداء وبياناتهم يعرضون البيانات كالتالي:
اسم الشهيد: محمد عاشور سرور
الوظيفة: موظف بشركة مصر للطيران
وكان بجوار الاسم صورته. اندهشت اندهاشا شديدا وتساءلت، هل هو نفس الشخص الذي حاول الانتحار قبل أيام؟ نعم هو. ولكن الشيء الغريب هو أن وسائل الإعلام لم تهتم به بعد استشهاده ولم تربط بين محاولة الانتحار واستشهاده.

نحسبه عند الله شهيدا ولا نزكي على الله أحدا. لقد أراد الانتحار، ولكن الله أبى إلا أن يكون شهيدا. لقد سار في طريق النار، ولكن الله أبى إلا أن يأخذ بيده إلى طريق الجنة.

 سألت نفسي تُرى لماذا أراد الله أن يتحول محمد عاشور سرور من منتحر إلى شهيد، من النقيض إلى النقيض. دققت النظر في صورته. فوجدت علامة الصلاة تنير جبهته من أثر السجود. فأدركت السبب، وبطل العجب.

فيما يلي بعض الصور للشهيد محمد عاشور سرور بعد إفشال محاولته إشعار النار في نفسه أمام نقابة الصحفيين في يوم 19 يناير 2011. 







ليست هناك تعليقات: