الخميس، 24 مارس 2011

شيء من الحلم يا صديقي



في إحدى المدن الأمريكية، دخل صبي صغير إلى محل الآيس كريم. جلس على طاولته، وجاءت إليه موظفة المحل لترى ماذا يطلب. كان المحل مكتظا بالزبائن، بل كان بعض الزبائن ينتظر بالخارج في انتظار طاولة خالية. ودار الحوار التالي بين موظفة المحل والصبي:

الصبي: كم سعر الآيس كريم بالشيكولاته؟
الموظفة: خمسة دولارات.
ببراءة شديدة، بدأ الصبي يبحث عن النقود التي في جيوبه. أخرج بعضها من جيب، وبعضها من جيب آخر. ثم بدأ يعدها دولارا دولارا، ووجدها خمسة دولارات.
تأففت الموظفة من تأخر الصبي في تحديد ما يريد.
الموظفة (بنظرة غضب): أسرع من فضلك، لدينا الكثير من الطلبات.
الطفل: وكم سعر الآيس الكريم العادي بدون شيكولاته؟
الموظفة (وقد اشتد غضبها): أربعة دولارات.
الصبي (بعد تفكير للحظة): حسنا، أحضري لي آيس كريم عادي لو سمحتي.

أحضرت الموظفة الآيس كريم العادي الذي طلبه الصبي، وأحضرت معه فاتورة بقيمة 4 دولارات، هي قيمة الآيس كريم العادي، ثم ذهبت مسرعة للاعتناء بالزبائن الآخرين.

انتهى الصبي من تناول الآيس كريم، ثم ترك على الطاولة خمسة دولارات، وليس فقط أربعة، ثم غادر المحل. جاءت الموظفة لتنظف الطاولة، فوجدت أن الصبي الصغير قد ترك لها دولارا تقديرا لها. كادت الموظفة تبكي عندما رأت أن ذلك الصبي قد حرم نفسه من الآيس كريم بالشيكولاته الذي كان يفضله لكي يعطي لها دولارا، وأدركت كم كانت غير لطيفة في التعامل معه.

شيء من الحلم يا صديقي، هذا ما أردت أن أهمس به في قلبك قبل أذنك عندما كتبت هذه القصة القصيرة.

ولكن قد يقول قائل كيف لي أن أكون حليما، وأنا طبعي هو التسرع والغضب لأتفه الأسباب. لنترك أستاذ البشرية الأول في الحلم، محمد صلى الله عليه وسلم، يجيبنا على هذا التساؤل. إنها إجابة بسيطة جدا. قال معلم البشرية "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر". وحرف "التاء" في اللغة العربية يفيد الطلب. فعندما نقول "العلم بالتعلم"، فهذا يعني أن من أراد العلم عليه أن يطلبه. وكذلك، من أراد الحلم، فعليه أن يطلبه. ومعنى الطلب هنا أن يكون لديك في الداخل إرادة ورغبة صادقة في التحلي بهذه الصفة. فإن صدقت هذه الرغبة، ستصبح هذه الصفة شيئا فشيئا عادة لديك، وسيحل الحلم محل الغضب.

الحلم هو سيد الأخلاق يا صديقي.

وبعيدا عن موضوعنا الأساسي، أريد فقط أن أحيي والدا هذا الصبي اللذين ربياه على أن يُقدّر الآخرين على ما يقدمون له من خدمة ويشكرهم عليها حتى وإن كان يدفع مقابل هذه الخدمة.

دمتم في سعادة!

ليست هناك تعليقات: