الخميس، 18 أغسطس 2016

فتوى بجواز واستحباب تربية الكلاب


إن هذا المخلوق المطبوع بطبع الوفاء يعتبر من أحق الحيوانات بالتربية والرعاية إذا قرر الإنسان أن يربي حيوانات في بيته أو مزرعته لأن له مكانة خاصة في القرآن الكريم. فهو بطل من أبطال قصة أصحاب الكهف، بل تحدث عنه القرآن كأنه واحد من بين الفتية الذين آمنوا بربهم وهاجروا من قريتهم بسبب فساد أهلها، وتحمل معهم مصاعب الهجرة وتولى حراستهم وهم نائمون وإن اقترب غريب منهم دافع عنهم ونبههم، لذلك قال الله عنه (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم)، تأمل كلمة "رابعهم" وكلمة "سادسهم"!
ليس هذا فحسب، بل إن القرآن وصف الكلب بأنه أحد الوسائل التي يستخدمها الإنسان ليحصل بها على قوت يومه عن طريق الصيد، حيث أحل الله استخدام الكلاب في الصيد وذلك كما ورد في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ...). فكيف يقولون أن الكلب نجس وقد أباح الله لنا تناول الصيد الذي يُمسكه لنا بفمه؟!!
أما من يقول أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، فهو مثل من يقول أن الديك عندما يؤذن يرى ملاكاً وأن الحمار عندما ينهق يرى شيطاناً وأن الكلب عندما يعوي يكون قد رأى ملك الموت الخ.
افعل الخير حيثما كنت يكن معك رب الملائكة وليس الملائكة فقط.
في بلاد العرب أغلب الناس يكرهون الكلب بل يسبون بعضهم بلفظ الكلب، فهل هذا لأنه يُعلمهم شيء يفتقدونه وهو الوفاء فيُشعرهم بالنقص؟!
ختاماً، أقول كما قال الله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟ وكم أحسن الكلب إلى الإنسان، ورد الإحسان له بالرعاية والتربية هو ليس فقط أمر جائز بل أمر مستحب.
انتهى.