هل هذا الكلام صحيح؟ فهل يريد أحد منكم أن
يسلط الله عليه بعض الأمراض على بعض الحوادث ثم قطع للأرزاق ثم السجن حتى يكون
عزيزاً عند الله؟ وإذا كان هذا يعني أنك عزيز عند الله، فكيف إذا كنت ذليلاً،
ماذا سيفعل بك؟
وإذا كان هذا الكلام صحيحاً، فهل هذا يعني أن
عكسه أيضاً صحيح؟ هل يعني مثلا إذا عشت معافياً من الأمراض والشدائد وتصالحت
معك الدنيا وأقبلت عليك، فهل هذا يعني أنك لست عزيزاً عند الله؟!!
للأسف الأغلبية العظمى من مشايخنا مع اختلاف
توجهاتهم، ومع احترامنا لهم، قدمواً للمسلمين مسألة الابتلاءات بشكل خاطئ
جداً، فأقنعوا أغلب المسلمين أن الدنيا لا راحة فيها، وأنك كلما تكالبت عليك
المصائب والبلاوي فهذا دليل على حب الله لك، ولا أدري أي نوع من الحب هذا!!
وكانت النتيجة أن عاش أغلب المسلمين في خصومة
مع الدنيا وحياتهم مليئة بالابتلاءات والحزن لدرجة أنهم أصبحوا يخافون من كل
لحظة فرح أو سعادة فيعتبرونها لحظة شاذة في حياتهم وأنها دليل على قدوم مصيبة
وشيكة لهم.
اللهم أصلح دنيانا وآخرتنا
|