الجمعة، 29 أبريل 2011

لمسات الود والحنان الرباني في الكون


عن اسم الله الودود أحدثك. ما الفرق بين الود والحب؟ الود هو حب مع حنان. فالمحب هو من يعطيك الحب مع الحنان، ولذلك فالود هو أعلى درجة من الحب. والله عز وجل عندما سمى نفسه الودود، فإنه قد فعل ذلك من أجلك أنت، وكأنه يقول لك يا أيها الإنسان إني أنا الودود خلقتك لكي أمنحك الحب والحنان. 

عندما يدعوك صديق إلى طعام وتجده قد وضع لك على المائدة أرزا ولحما وماءً فحسب، ويدعوك صديق آخر إلى طعام وتجده قد وضع لك على المائدة أكثر من صنف لحم وأكثر من صنف فاكهة ووضع لك ورودا على المائدة ومشروبات منوعة وأنواعا مختلفة من الحلوى، فالأول صديق مُحب، والثاني صديق ودود، الأول يحبك والثاني يتودد إليك. وهنا يتضح لماذا سمى الله نفسه الودود ولم يُسمي نفسه المُحب، ولله المثل الأعلى.

إن لمسات الود والحنان الرباني في هذا الكون لا تُحصى ولا تُعد، ولكني سأحاول أن ألفت نظرك إلى بعضها لكي تستشعر كيف يتودد إليك ملك الملوك. فلنبدأ:


خلق الله النباتات لأنك تحتاج منها الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح. ولكن ماذا عن الزهور؟ ألا تستطيع الاستغناء عنها؟ بالطبع تستطيع، ولكنها لمسة ود وحنان من الودود لكي تُمتع ناظريك بمنظر الزهور الجميل وتشم رائحتها الطيبة.


خلق الله الجبال في الأرض لتكون رواسي لها، فقد ذكر العلماء أن الجبال لها دور أساسي في ثبات الأرض. قال تعالى "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم". وهذا أمر لا يستطيع أن يستغنى عنه بني البشر. مع ذلك، لم تخلو الجبال من لمسات الود والحنان الرباني. فأنت تستمتع بمناظرها الجميلة، وتستمتع بتسلقها والصعود إلى قمتها لقضاء بعض لحظات التأمل والصفاء. كل هذه لمسات ود وحنان من ملك الملوك وضعها الله في الجبال. فقد خلق الله عز وجل الجبال ذات ألوان مختلفة لتسر الناظرين، فقد قال في كتابه العزيز "... ومن الجبال جدد بيض وحُمر مختلف ألوانها وغرابيب سود".


يكفيك من اللحم نوع أو اثنان، ومن الفاكهة نوع أو اثنان، ولكن الله عز وجل يتودد إليك بأنواع لا حصر لها من اللحوم والفاكهة والخضروات وصنوف الطعام المختلفة. ألا تستطيع مثلا الاستغناء عن المكسرات؟ بالطبع تستطيع، ولكن الله يعطيك أكثر مما تريد لكي يتودد إليك، فهو الودود.


يأمر الله عز وجل السماء فتمطر لأن عباده لا يستغنون عن الماء. ولكنه يبعث بلمسات الود والحنان مع هذا المطر. فتجد بعد المطر يظهر في الأفق قوس قزح بألوانه الرائعة ليستمتع عباده بالنظر إليه. وتجد الأطفال يهرعون إلى الشوارع فرحا بالمطر ليلعبوا تحت قطرات المطر أو يتقاذفون كرات الثلج. كل هذه لمسات ود وحنان من الودود.


خلق الله عز وجل البحار لينال منها بني البشر لحما طريا متمثلا في الأسماك المختلفة، وليمضوا فيها بسفنهم ينقلون ما يحتاجونه من البضائع. ولكن البحار لم تخلو أيضا من لمسات الود والحنان الرباني التي منها نسمات الهواء العليل وهدير المياه ومناظر الأمواج المتلاطمة وألوان المياه المختلفة.

الكون مليء بلمسات الود والحنان التي يتودد إليك بها ملك الملوك وخالق الكون. عندما يتودد إليك صديق بهدية، تجد نفسك سرعان ما تفكر كيف سترد له الهدية. ما ذكرته بالأعلى هي أمثلة للمسات الود والحنان التي وضعها الله لك في الكون. أما على المستوى الشخصي، فستجد أن الله قد أغدق عليك بعدد لا نهائي، وبشكل يومي، من لمسات الود والحنان منذ لحظة ميلادك وحتى لحظة وفاتك. وبعد أن فاق تودد الله إليك كل الحدود، السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف ومتى ستتودد إلى الله عز وجل؟

دمتم في سعادة!

ملحوظة: تجد أدناه فيديو رائع لأكثر من ساعة يتحدث فيه الأستاذ عمرو خالد عن خواطره حول اسم الله الودود.






ليست هناك تعليقات: