السبت، 16 أبريل 2011

ازرع شجرة ولو لمرة واحدة في حياتك


عن النبات أحدثك. ولكن عن ماذا بالتحديد؟ سأحدثك عن الثواب الذي ستجنيه من زرع شجرة، وسأحاول أن أستكشف معك ضروبا عديدة من الثواب تكمن في مجرد زرع شجرة، قد تخفى على الكثير منا. تفكرت مليا في هذا الثواب، وتوصلت إلى أنواع الثواب التالية التي بإذن الله وكرمه ستحصل عليها من زرع شجرة:

أولا: ثواب الثمرة، إن كانت الشجرة ذات ثمر. قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة".
ثانيا: ثواب الظل. ستنال ثواب عن ظل الشجرة التي تزرعها، سواء استظل به إنسان أو حيوان أو حتى حشرة.
ثالثا: ثواب الأكسجين. ستنال ثواب عن كل ذرة أكسجين تخرج من الشجرة التي تزرعها ويتنفسها إنسان أو حيوان أو أي كائن حي.
رابعا: ثواب تسبيح الشجرة. هل نسيت أن النبات يسبح لخالقه بشكل لا ينقطع؟ فهل تستبعد أن يكون لمن يزرع شجرة نصيبا من ثواب هذا التسبيح؟ كلا والله، فكرم الله مع بني البشر ونعمه التي لا تُحصى عليهم تجعلنا لا نستبعد ذلك. تخيل أن الشجرة التي زرعتها تزال تسبح لربها ويُكتب لك ثواب التسبيح حتى بعد مماتك.
خامسا: ثواب التقليل من ثاني أكسيد الكربون والمساهمة في حل مشكلة الاحتباس الحراري. فالعالم يعاني الآن من مشكلة الاحتباس الحراري التي سببها ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، والنبات يعيش على ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يخفف من هذه المشكلة الجسيمة التي لها مخاطر جمة على عالمنا لا يتسع المجال لمناقشتها هنا.
سادسا: ثواب أعشاش الطيور. ستنال ثوابا عن كل عش تبنيه الطيور على الشجرة التي تزرعها. وسيظل هذا الثواب جاريا طالما وُجد ذلك العُش. بل لا أكون مبالغا عندما أقول لك بأنك ستأخذ ثوابا أيضا عن تسبيح تلك الطيور لربها، لأنك ساهمت في ذلك عن طريق توفير مكان لتلك الطيور لتبني عشها فيه.
سابعا: ثواب المنظر الجميل. عندما تكون الشجرة أو الأشجار التي تزرعها ذات منظر جميل يسر الناظرين، ستنال ثواب ذلك. قال صلى الله عليه وسلم "إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم".
ثامنا: ثواب الرائحة الجميلة. إذا كان لما تزرعه من شجر رائحة جميلة، فإن لك ثواب بقدر ما يشم تلك الرائحة من  إنسان أو أي كائن حي آخر.

هذا ما أسعفني به الفكر، وقد تكون هناك أنواع أخرى للثواب الذي يجنيه من يزرع شجرة ابتغاء مرضاة الله. وكل ما ذكرته أعلاه من أنواع الثواب دفعني إلى أن أسارع بنيل ذلك الثواب وأن أقوم بزرع ولو شجرة واحدة. ولكني أفتقد للمكان وللهمة التي تدفعني للعناية بتلك الشجرة. وعوضا عن ذلك، ألهمني الله عز وجل بفكرة جيدة، وكانت القصة التالية.

قررت أن أقوم بدفع ثمن الشجر لمن أراد أن يزرعه. قررت الذهاب لأحد الأسواق الذي يُقام أسبوعيا في إحدى المدن القريبة. وقررت أن أذهب إلى المكان الذي يتجمع فيه بائعو الأشجار بذلك السوق. وبذلك أضمن أن من يخرج من بيته قاصدا السوق لشراء الشجر سوف يعتني بذلك الشجر ويهتم به. وبالفعل، استيقظت مبكرا وذهبت لهم، ووجدت خمسة من بائعي الأشجار يتجمعون في مكان واحد. تحدثت معهم جميعا وعرضت عليهم فكرة أن من يأتي يشتري منهم شجرا يتركونه يختار ما يريد من الأشجار والنباتات ويتركونه يتفاوض معهم في السعر، وعند الدفع، أدفع أنا بدلا منه. استغرب بائعو الشجر هذا الأمر في البداية، ولكنهم سرعان ما تفهموا الأمر، ووثقوا في شخصي وأدركوا بأن محدثهم لا يبتغي سوى الثواب.


وسرعان ما بدأت الزبائن في التوافد على بائعي الأشجار، وحسب الاتفاق كان كل بائع يناديني ويقول هذا الزبون يريد كذا شجرة من نوع كذا، والحساب كذا، فأدفع أنا عن الزبون. كان الزبون يستغرب الأمر، فكنت أبلغه بأن الأشجار في هذا اليوم مجانية بشكل استثنائي، فيزداد استغرابه، فكنت أخبره بأن هذه الأشجار هدية من فاعل خير، وينبغي عليك أن تقبل الهدية، فيفرح الزبون ويدعو لفاعل الخير ثم ينصرف.

أمضيت مع بائعي الشجر ما يقرب من الساعة والنصف امتلأ خلالها قلبي بالسعادة، ووجدت الكثير من الترحاب من باعة الأشجار وشاركتهم إفطارهم. وكنت قد قررت صرف مبلغ معين في هذا الأمر. وتفاجأت بمدى رخص ثمن الأشجار، وخلال الساعة والنصف تمكنت من دفع ثمن 240 شجرة من النباتات المختلفة مثل أشجار الجزورين والجوافة والمانجو والباباز والعنب والليمون والفيقس والأرنج، وأشجار الورد وغيرها، مع اختلاف المسميات من مكان لآخر.

انتهى المبلغ الذي كنت قد قررت التبرع به. استأذنت الباعة في الانصراف، ولكن قبل الانصراف تحدثت معهم وأخبرتهم لماذا أنا فعلت ذلك، وذكرت لهم أنواع الثواب العديدة المذكورة أعلاه. تحمسوا للأمر، وتواعدنا على أن يحرصوا أن يجعلوا لله نصيبا دائما في الأشجار التي يبيعونها. وسألني أحدهم هل ستأتي السوق القادم، فقلت له مازحا "لماذا تسأل؟ هل لكي تتفق مع زبائن مزيفين يأتون ويشترون كل ما لديك ثم تحصل أنت على الأشجار مرة أخرى؟ إن أراد الله لي أن أكرر هذا الأمر، فلن آتيك إلا بشكل مفاجئ". ابتسم الجميع ثم سلمت عليهم وانصرفت.

وفيما يلي بعض الصور التي التقطها:





صديقي، تستطيع أنت أيضا أن تكون بطلا لقصة مشابهة يكون مسرحها إما سوق مشابه أو مشتلا أو محلا للنباتات المختلفة. لا يهم أبدا عدد الأشجار التي تدفع ثمنها أو المبلغ الذي تتبرع به، ولكن ألا ترى أن كل هذا الثواب يستحق أن تحاول زرع ولو شجرة واحدة؟

دمتم في سعادة!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بارك الله فيك ولك وجزاك الله خير

غير معرف يقول...

واحب اقولكم فكره لا تكلف شي وهي نوى التمر او الفاكهه او بذور الخضروات والاعشاب وزراعتها في علب

الماء او الحليب وتوزيعها على الناس

والله يكتب لنا ولك الاجر وجميع المسلمين