‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفكار وأسباب للسعادة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفكار وأسباب للسعادة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 21 مارس 2011

تأملات في أدعية المسلمين هذه الأيام




عندما تسمع إمام المسجد يدعو ويقول "اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، واحفظ شبابنا وشباب المسلمين" إلى آخر ذلك من الأدعية المألوفة هذه الأيام، هل يوجد في هذه الأدعية ما يثير انتباهك؟ أم أنك مثلي كنت تقول آمين بشكل تلقائي دون أن تلتفت إلى شيء في مثل هذه الأدعية؟ في الواقع، كنت في بلدة ما، ودخلت مسجدا لأداء صلاة العشاء، وكان المسجد بجوار كنيسة وكان يسكن هذه المنطقة بعض الأقباط. وكان بالمسجد سماعات ضخمة تُسمع القريب والبعيد، وشرع الإمام في الدعاء، وعندما قال "اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين"، قلت في نفسي، وماذا عن المسيحيين؟ ألا يستحق مرضاهم أن ندعو لهم بالشفاء؟ ألم يأت الإسلام رحمة للعالمين؟ ألم يقل الله تعالى في حق رسوله "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"؟، وكلمة العالمين تشمل عالم الإنس وعالم الجن وعالم الحيوان وعالم الجماد وغيرها مما خلق الله في الكون. 

ألا تقتضي رحمة الإسلام ورسالته العالمية أن ندعو مثلا لكافة المرضى بالشفاء بغض النظر عن ديانتهم وعن جنسيتهم وعن معتقداتهم؟ لماذا لا تقول أئمة المسلمين في دعائهم "اللهم اشف مرضانا وجميع مرضى الناس"؟ هل هذا عيب؟ كلا والله. من وجهة نظري، أرى أن هذه النوعية من الأدعية فيها عنصرية يبغضها الإسلام. وماذا عن شعور سكان المنطقة من المسيحيين الذين يسمعون إمام المسلمين في كل مسجد وهو يدعو بالشفاء فقط للمسلمين؟

اعلم يا صديقي أن رحمة الإسلام تقتضي أن ندعو بالشفاء حتى للحيوانات. هل رأيت في الشارع حيوانا مريضا، كلبا مثلا أو حمارا أو قطة، ثم توقفت للحظة ودعوت له بالشفاء؟ أنت مسلم، وهذا يعني أن رحمتك يجب أن تشمل كافة مخلوقات الله، بل وتشمل أيضا الجماد. ألا تعلم أن الحيوانات والجماد يسبحون بحمد الله ليل نهار؟ أليس هذا سببا كافيا لتشملهم برحمتك؟

وعندما تعرضت دولة مثل اليابان منذ أيام لفيضانات مهلكة أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، لماذا لم نسمع أئمة المسلمين يدعون في صلواتهم لشعب اليابان؟ قد تستغرب ما أقول، ولكن أليس هؤلاء خلق الله؟ أليست روح الله تسري في أجسادهم؟ هل يجرؤ عالم مسلم أن يخرج علينا ويقول لا يجوز للمسلمين الدعاء لليابانيين في محنتهم؟

الدعاء طاقة إيجابية، فانشرها بين خلق الله تسعد في دنياك

لدي اقتراح بسيط وجميل، وفي نفس الوقت يعود عليك بالخير الكثير، وأنا أتبعه من حين لآخر. الاقتراح هو أن تعقد جلسة دعاء سرية بينك وبين نفسك لمدة خمسة دقائق فقط تدعو فيها لكل من تقع عليهم عينك. تستطيع أن تقوم بذلك وأنت واقف في شُرفة منزلك أو وأنت تسير في الشارع ذاهبا إلى عملك أو راجعا منه، أو وأنت تقود سيارتك، أو في أي موقف آخر، حيث سترى بالطبع الكثير من البشر يمشون في الشوارع جيئة وذهابا. الجميل في هذه الجلسة أنك ستدعو لهم سرا بظهر الغيب، وستدعو لكل شخص بالحاجة التي تراها مناسبة له. إليك بعض الأمثلة للأدعية التي يمكنك أن تستخدمها:

رجل عجوز>> اللهم أعطه الصحة واكتب له حسن الخاتمة
رجل مدخن>> اللهم تب عليه وأعنه على الإقلاع عن التدخين
رجل يصطحب أطفاله>> اللهم بارك له في أطفاله واجعلهم قرة عينه
مجموعة شباب لا يبدو عليهم الالتزام>> اللهم أهدهم ونوّر بصيرتهم
امرأة حامل>> اللهم تمم حملها على خير
عامل عائد من مصنعه أو من حقله>> اللهم يسّر له عمله وبارك له في رزقه
إلى آخر ذلك من الأدعية التي تراها مناسبة للأشخاص الذين تقع أعينك عليهم.
تستطيع أن تعقد هذه الجلسة مرة كل يوم أو كل أسبوع أو حتى مرة كل شهر. وما أجملها لو قمت بذلك وأنت تذهب إلى عملك في الصباح، فتبدأ يومك بطاقة إيجابية رائعة. أنت بذلك تنشر الخير يمنة ويُسرى على عباد الله. ولا بأس بأن تدعو دعاءا جماعيا إذا رأيت جمعا من الطلبة الذاهبين إلى المدارس أو الموظفين الذاهبين إلى أعمالهم. ولكن ماذا ستستفيد أنت من ذلك؟ ستستفيد الآتي:

أولا: سيتملك قلبك شعور رائع ويمتلأ بالسعادة وسوف تشعر بحلاوة الإيمان في قلبك بشكل فوري. جرب، وسترى بنفسك.

ثانيا: عندما تدعو لأخيك أو أختك بظهر الغيب، فإن الملائكة تدعو لك بمثل ما تدعو، فقد ورد في الحديث الشريف "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا وقال ملك ولك مثله". فأنت بشر وتدعو لبشر مثلك، ولكن مكافأتك على ذلك أن يدعو لك ملك بنفس الدعاء، وهذه مكافأة فورية أيضا.

دمتم في حب وسعادة!



الجمعة، 18 مارس 2011

الحب سلاح لا ينكسر



كنت أتناول وجبة العشاء في أحد مطاعم القاهرة بوسط المدينة، وكنت بمفردي، وجلس على الطاولة التي بجواري أب في أواخر الخمسينات من عمره ومعه ابنته وشاب يبدو أنه خطيب ابنته. كان الأب يدخن، وبالرغم من أنني لا أنزعج بسهولة من التدخين- مع العلم بأني غير مدخن- إلا أن دخان السيجارة كان زائدا عن حده وكانت التهوية سيئة في المكان. ترددت في أن أطلب من هذا الأب الامتناع عن التدخين خوفا من أن يتسبب هذا الطلب البسيط، والذي أعتبره حقي، في تعكير صفو هذه الجلسة العائلية. إلا أن الدخان الكثيف قد أفسد عليّ وجبتي وحرمني من الاستمتاع بها، خاصة أنها جاءت بعد جوع شديد. فلم أجد مفرا من أن أقل له بكل هدوء "ممكن بعد إذن حضرتك تطفئ السيجارة علشان مضايقاني؟"، فرد الأب قائلا "اصبر شوية يا سيدي لما تخلص السيجارة". وكان أسلوبه في الرد سيئا للغاية وبدت على وجهه السخرية من طلبي هذا. 

رغم استيائي الشديد من ردة فعله، إلا أنني التزمت الصمت لأسباب منها احتراما لسنّه واحتراما لهذه الجلسة العائلية، ولأنني لاحظت انزعاج الابنة وخطيبها من رد الأب. ولكن السبب الرئيسي لالتزامي الصمت هو أنه قد خطر ببالي على الفور أن هذه فرصة رائعة للتطبيق العملي لما كنت أقرأه وأتعلمه. كنت في تلك الفترة أقرأ عن كيفية التحكم في المشاعر السلبية ومواجهة العنف بالحب، وكيفية عدم السماح لكلمة تخرج من فم شخص بأن تفسد عليّ يومي.

لقد قررت أن يكون ردي إيجابيا على هذا الرد السلبي الذي صدر من الأب. قررت أن أستخدم سلاح الحب الذي لا ينكسر أبدا. قررت أن أواجه العنف بالحب. فسارعت بالانتهاء من وجبتي ثم ذهبت إلى موظف الحسابات ودفعت قيمة وجبتي. ثم سألته في صوت منخفض عن حساب الطاولة التي كانت تجلس عليها تلك الأسرة، وأبلغته بأنني أريد أن أدفع الحساب لهم. وبالفعل تم ذلك، ودفعت له النقود، وطلبت منه ورقة صغيرة، فأعطاني إياها. ثم كتبت عليها جملة وطلبت من الموظف أن يعطيها للأب عندما يأتي لدفع حسابه وأن يبلغه بأن الشاب الذي كان يجلس بجواره هو الذي دفع الحساب وترك له هذه الورقة. كتبت على الورقة "أنا آسف لو كنت أزعجت حضرتك عندما طلبت منك إطفاء السيجارة، ولكني أرجو أن تحاول الإقلاع عن التدخين من أجل صحتك". ثم خرجت من المطعم وانصرفت لحال سبيلي، ولم أنتظر لمعرفة رد فعل ذلك الأب واختفيت عن المشهد تماما.

كنت أتمنى من وراء هذا التصرف أن يكون سببا لإقلاع هذا الأب عن التدخين، وما أهون هذا التصرف في سبيل هذه الغاية. وكان عندي أمل أن هذا التصرف على أقل تقدير سيشجع الأب على عدم التدخين مرة أخرى عندما يجلس في مطعم. لقد امتلأ قلبي سعادة نتيجة هذا التصرف، وهذا هو المكسب الذي حققه سلاح الحب، وذلك بدلا من أن يمتلأ قلبي بالكره والغضب لو كنت قابلت الرد السلبي برد سلبي مثله.

اعلم يا صديقي أنه لا يوجد في هذه الدنيا شيء أقوى من الحب. فلا يمكن أن يصمد العنف أو الكره أو الغضب أو أي شيء آخر أمام الحب. فبحب الحرية تتحرر البلاد والشعوب وتتهدم أمام هذا الحب قلاع الفساد والاستبداد. وبحب التميز ينال المرء الأوسمة والشهادات. بل إن هذا الكون الفسيح هو ثمرة من ثمار حب الله تعالى لعباده، فقد خلق لهم هذا الكون وأودع لهم فيه من النعم ما لا يُحصى، أدركوا منها القليل وغفلوا عن الكثير.

بالحب يتحول العدو إلى صديق. ألم تقرأ قول الله تعلى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". فعندما تواجه الإساءة بالحب، يصبح المسيء محبا. وكان الإمام أبو حنيفة يأتيه الناس ويقولون له إن فلانا قد سبك وشتمك، فيأمر بإرسال طبق من الفاكهة كهدية لذلك الشخص. فيتعجب الناس من ذلك، فيقول لهم "لقد أهدانا بعضا من حسناته، أفلا نهديه طبقا من الفاكهة".

هل ظلمك شخص ما؟ لماذا لا تتخذ قرارا الآن بأن تسامحه وتعفو عنه؟ سامحه واعفو عنه ثم ناجي ربك وقل له "لقد عفوت عن عبدك، فاعفو عن عبدك". وإن أردت الإحسان، وهو أعلى درجة، فأحسن إليه بكلمة طيبة ولو حتى من خلال مكالمة هاتفية، أو أرسل إليه بهدية، ثم ناجي ربك وقل له "لقد أحسنت إلى عبدك، فأحسن إلى عبدك". فالجزاء من جنس العمل يا صديقي. ألا تريد أن يعفو الله عنك ويحسن إليك؟ الإجابة متروكة لك وحدك.

وختاما، عندما يُلم بك أمر أو يُسيء إليك شخص أو تعصف بك مشكلة، لماذا تجعل حلول الحب خارج حساباتك دائما؟ فتّش دائما عن سلاح الحب واحرص على استخدامه، ولا تتركه يصدأ فتصدأ حياتك. 

دمتم في حب وسعادة.

الأحد، 13 مارس 2011

الإنسان صاحب الروح الخالدة التي لا تموت



كل إنسان هو صاحب روح خالدة لا تموت. الإنسان لا يموت أبداً. وهذه الحقيقة لا تتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بأن الموت حق على الجميع. فالإنسان روح وجسد، وشتان الفارق  بينهما. وعندما يموت جسد الإنسان فإن روحه تصعد لربها فقط ولا تموت. لماذا؟ لأنها جزء من روح الله عز وجل والله حي لا يموت. ألم  تدب الحياة في جسد أبيك آدم عندما نفخ الله عز وجل فيه من روحه؟ وأنت من آدم، فالروح التي تسري في جسدك هي جزء من روح الله عز وجل.فياله من تكريم وتعظيم لبني الإنسان لا يدركه الكثيرون منهم بأن تكون روحهم هي جزء من روح الخالق العظيم.

ولذلك، عندما تنام، تصعد روحك إلى ربها مشتاقة إليه، وترد إليك عندما تستيقظ من نومك. فالنوم كما يسمونه هو الموتة الصغرى.

هل تدرك مدى عظمة أن تكون روحك هي جزء من روح الله؟ أتعرف ما معنى ذلك؟ إن هذا يعني أن الله عز وجل لو كان له ولد- وحاشى لله أن يكون له ولد- لكنت أنت أغلى عنده من ولده. كيف ذلك؟ ألم تر الآباء والأمهات يعبرون عن مدى حبهم لأبنائهم ويقولون أن أبنائهم هم قطعة منهم؟ أما أنت أيها الإنسان، فأنت قطعة من روح الله عز وجل. ولا أكون مغاليا عندما أقول أن الله عز وجل يحبك أكثر بكثير مما يحب نفسه. لا تظن قلمي يهذي بكلمات غير معقولة. ألم تر يوما شخصا يحب صديقه أو أخيه أكثر مما يحب نفسه؟ فلماذا تستغرب ذلك في حق الله الذي وهبك قطعة من روحه لتسري في جسدك فتتحرك بها وتسكن وتأكل وتشرب وتطيع وتعصي.

من هذا المنطلق، نجد أن جميع البشر تسري في أجسادهم روح واحدة، هي جزء من روح الله عز وجل. فاحرص كل الحرص على إسعاد غيرك وفعل الخير لهم قدر المستطاع، فأنت بذلك تُسعد روحك، وإياك أن تؤذي غيرك فأنت بذلك تؤذي روحك، وإن آذاك غيرك فعليك أن تتحلى بالعفو والتسامح قدر المستطاع فمن آذاك هو روحك. فما أحوجنا أن نتعامل مع الغير على أننا جميعا روح واحدة ولكنها في أجساد متعددة.

لا تنس أبدا أن الأصل فيك هو الروح، فأنت روح لها جسد، ولست جسدا له روح.

دُمتم في سعادة!

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

تعلم قاعدة 90/10 لتغير حياتك للأفضل


ستيفن كوفي

صاحب هذه القاعدة هو الكاتب الشهير ستيفن كوفي، وهو من أشهر حكماء هذا العصر. يقول ستيفن كوفي أن هذه القاعدة سوف تغير من حياتك، أو على أقل تقدير سوف تعمل على تحسين ردة فعلك تجاه المواقف التي تحدث لك. فما هي هذه القاعدة؟ القاعدة كما يلي:

أنت لا تستطيع أن تتحكم في 10% مما يحدث لك، ولكنك تستطيع أن تتحكم في الـ 90% الباقية إذا تحكمت في ردة فعلك تجاه الأحداث التي تمثل 10% من حياتك.

ما معنى ذلك؟ هذا يعني أن هناك أشياء ومواقف تحدث لنا دونما أن تكون لدينا أية قدرة على منعها أو الهروب منها. وهذه الأشياء تمثل 10% من حياتنا. فمثلا، لا نستطيع التحكم في تعطل السيارة بشكل مفاجئ، أو تأخر وصول الطائرة، أو قيام سائق آخر بالتعدي على حقك في الطريق.
ولكن الخبر السار هو أننا نستطيع وبشكل مؤكد أن نتحكم في الـ 90% الباقية مما يحدث لنا في الحياة إذا ما أحسنا ردة فعلنا تجاه الأمور والمواقف التي تحدث لنا دون إرادتنا. كما يقولون، بالمثال يتضح المقال. والكاتب ستيفن كوفي ساق لنا المثال التالي:

أنت مثلا تتناول الإفطار مع أسرتك، وتسببت ابنتك في انسكاب فنجان القهوة على قميصك الذي كنت ترتديه للخروج إلى عملك. هنا، أنت لم تستطع منع انسكاب فنجان القهوة على قميصك. ولكن ما سيحدث لك بعد ذلك يتحدد بموجب ردة فعلك لهذا الحدث الذي وقع دون إرادتك.

هنا أنت غضبت وبدأت تزمجر، وشرعت في توبيخ ابنتك على سكبها فنجان القهوة. أخذت طفلتك تبكي. وبعد أن وبختها، توجهت باللوم الحاد إلى زوجتك وانتقدتها بسبب وضعها الفنجان قريبا من حافة الطاولة، وهي بدورها ردت عليك ردا لم يرق لك. أخذت أنت تهرول لتغيير قميصك، ثم رجعت لتجد طفلتك لا تزال منهمكة في البكاء ولم تُكمل إفطارها ولم تستعد للذهاب إلى المدرسة، وبالتالي تأخرت وفاتتها حافلة المدرسة. اضطررت أنت لأخذ طفلتك معك في سيارتك لتوصيلها إلى المدرسة وتأخرت أنت أيضا عن عملك واضطررت إلى تجاوز السرعة المقررة وبالتالي تعرضت لغرامة. وعندما وصلت إلى مدرسة طفلتك، أخذت الطفلة تهرول إلى مدرستها بدون حتى أن تسلم عليك. وبعد أن وصلت أنت إلى عملك متأخرا، اكتشفت أنك قد نسيت أوراقا مهمة. لقد كانت بداية سيئة جدا ليومك، وكلما مضى الوقت أصبحت الأمور تزداد سوءا بعد سوء. وبعد أن تعود إلى بيتك، تجد توترا في علاقتك مع زوجتك وابنتك.

ما الذي تسبب في كل هذا؟
هل انسكاب القهوة هو السبب؟
هل ابنتك هي السبب؟
هل رجل الشرطة الذي قام بتغريمك هو السبب؟
هل أنت السبب؟

أنت السبب. السبب في كل هذا هو ردة فعلك في الصباح تجاه انسكاب فنجان القهوة على قميصك.
لقد انسكب فنجان القهوة على قميصك دون إرادتك، ولكن ردة فعلك هي التي تسببت في كافة المشكلات التي حدثت بعد ذلك.

دعنا ننظر إلى سيناريو مختلف لنفس الموقف.
انسكبت القهوة على قميصك بسبب ابنتك، وكانت ابنتك على وشك البكاء. فأنت قلت لها بلطف "لا بأس حبيبتي. كوني حذرة المرة القادمة". وذهبت لتغيير قميصك وجمع أوراق العمل، ثم تعود خلال وقت قصير لابنتك وتنظر من نافذة البيت لتجد حافلة المدرسة بانتظار طفلتك. سلمت عليك ابنتك وانطلقت إلى حافلة المدرسة. تصل أنت إلى عملك مبكرا وتسلم على زملائك في العمل بكل لطف. أنهيت يوم عملك بنجاح وعدت مشتاقا لرؤية زوجتك وابنتك.
هل شاهدت الفرق؟ سيناريوهان مختلفان، لهما نفس البداية، ولكن النهاية اختلفت.
ما السبب؟
السبب هو ردة فعلك في بداية الأمر.
كما قلنا، أنت في الحقيقة ليس لديك أية سيطرة على 10% مما يحدث لك في حياتك، ولكنك بدون أدنى شك تستطيع التحكم في الـ 90% الباقية.
10% = انسكاب القهوة على قميصك
90% = ما حدث لك بقية اليوم

وهناك الكثير جدا من المواقف الحياتية التي نستطيع أن نستخدم فيها قاعدة 90/10. فمثلا، إذا تحدث شخص بشكل سلبي عنك، لا تكن كالإسفنج يمتص الماء ولا يتركه إلا بالضغط عليه، ولكن كن كالزجاج الأملس الذي ينساب عليه الماء ويتركه. فلا تدع التعليقات السلبية تؤثر عليك.

كن دائما حريص في ردة فعلك. فرد الفعل السيئ قد يكلفك خسارة صديق أو فقدان وظيفتك أو المعاناة من الضغوط، الخ.

كيف يكون رد فعلك إذا كنت تقود سيارتك وتعدى سائق آخر على حقك في الطريق؟ هل يجن جنونك وتفقد أعصابك؟ هل تضرب على عجلة القيادة بيديك مغتاظا من هذا الفعل؟ هل تشرع في سب ولعن ذلك السائق؟ هل يرتفع الضغط لديك؟ هل تحاول أن ترد إليه نفس الفعل وتتعدى على حقه في الطريق؟
كافة ردود الأفعال المذكورة تضرك ولا تنفعك بشيء. لا تسمح لأحد بأن يُفسد عليك يومك.
تذكر دائما قاعدة 90/10 وحافظ عليها في حياتك.

جاءك خبر تسريحك من وظيفتك.
لماذا تنغص على نفسك وتبقى متوترا طوال الوقت ولا تعرف تنام؟ يجدر بك أن تستخدم ذلك الوقت وتلك الطاقة في البحث عن وظيفة أخرى ربما تكون أفضل من الوظيفة التي فقدتها.

تأخرت طائرتك في الوصول وسوف يؤدي ذلك إلى اضطراب جدول مواعيدك. لماذا تصب جام غضبك على المضيفة؟ فهي ليس لها ذنب في هذا التأخير.عليك أن تستغل ذلك الوقت في القراءة مثلا أو التعرف على الراكب الذي بجوارك. لا تتمادى في الغضب، فذلك لن ينفعك في شيء وسوف يؤدي إلى تحول الأمور إلى الأسوء.

تمسك بقاعدة 90/10 وطبقها في حياتك، وسوف تذهلك النتائج. لن تخسر شيئا أبدا لو طبقتها في حياتك. فهذه القاعدة سوف تحدث تحولا كبيرا في حياتك إلى الأفضل. القليل جدا من الناس يعرف هذه القاعدة ويطبقها. والنتيجة أن هناك ملايين البشر يعانون من الضغوط والمشكلات والأزمات القلبية والأمراض.

يجب علينا جميعا أن نتبنى قاعدة 90/10 في حياتنا، إذا ما أردنا أن نغير حياتنا للأفضل.

دمتم في سعادة!






الجمعة، 27 أغسطس 2010

طريقتك في التفكير هي التي ترسم حياتك


ألا ترى أن أصل كل شيء في الدنيا هو فكرة جاءت في عقل شخص ما؟ انظر بعينيك إلى كل ما هو حولك، ستجد أن أصل كل شيء تراه هو مجرد فكرة.

الكمبيوتر الذي أمامك الآن هو في الأصل كان فكرة. الهاتف المحمول هو في الأصل كان فكرة. البيت الذي تسكن فيه هو في الأصل كان فكرة. السيارة كانت في الأصل فكرة. الكرسي الذي في بيتك كان في الأصل فكرة. كل شيء تراه بعينيك كان في الأصل فكرة بلا استثناء.

أفكارك ترسم حياتك، ولذلك يجب عليك انتقاء أفكارك
إن كل فكرة تدور في عقلك هي عبارة عن طاقة. والأفكار التي تدور في عقلك تشكل في مجملها حياتك التي تعيشها. ومجموع أفكار البشر كلها هي التي تشكل الكون الذي نعيش فيه الآن.

يجب عليك أن تعوّد نفسك على مراقبة الأفكار التي تدور في عقلك، فهي التي تحدد مصيرك في هذه الحياة. أنت تجذب إلى حياتك ما تفكر فيه. المخترع الذي يفكر ليل نهار في اختراعه يحالفه التوفيق دائما دون استثناء في إنجاز اختراعه. والشخص الذي يفكر دائما في المشاكل، تجده غارقا في المشاكل، والشخص الذي يفكر في حل المشاكل، تجده دائما ينجح في حل المشكلة (هناك بالطبع فرق كبير بين التفكير في المشكلة والتفكير في حل المشكلة).

قل لي فيما تفكر الآن، أقل لك ماذا ستصبح غدا. يقول الله عز وجل في حديثه القدسي "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله". والظن هنا هو فكر مقترن بالإيمان. هل تظن أن مشروعك سوف ينجح؟ فلك هذا. هل تظن أنه سيفشل؟ فلك هذا. هل تظن أنك لن تستطيع إنقاص وزنك؟ فلك هذا. هل تظن أنك تستطيع تحطيم الرقم القياسي العالمي في الرياضة التي تحبها؟ فلك هذا. هل تظن أنك لن تحصل على الأموال الكافية للزواج، فلك هذا.

ظن بالله كيفما تشاء، فأنت وظنك. هذا قانون لا يختل أبدا.

إذن، يجب أن تراقب أفكارك، فإن وجدت نفسك تفكر أفكارا تتسم بالتشاؤم والإحباط، عليك أن تتوقف فورا، وغيّر أفكارك.

فكر فيما تريد، لا فيما لا تريد
تريد أموالا؟ حسنا، فلماذا تفكر في الدين الذي عليك؟ فكّر كيف تكسب الأموال.
تريد الزواج؟ حسنا، فلماذا تدور في عقلك أفكار من قبيل الزواج مكلف، ولا يستطيع أحد الزواج بسهولة، الخ. عليك أن تفكر فيما تريد. أنت تريد الزواج، فعليك أن تفكر في كيفية الحصول على ما يعينك على الزواج، مثل الأموال، واختيار الزوجة المناسبة، والتقرب إلى الله لكي ييسر لك الزواج، الخ.
تريد إصلاح سيارتك التي تعطلت؟ حسنا، فلماذا تدور في عقلك أفكار سلبية مثل أنك لن تستطيع الذهاب إلى العمل بسيارتك، وأنك لن تستطيع توفير تكاليف إصلاح السيارة، الخ. فكر كيف تبدأ في إصلاح سيارتك، فكر في استشارة ميكانيكي متخصص، ثم فكر كيف تدبر تكاليف السيارة.

فكما ترون، هناك أفكار سلبية، وأفكار إيجابية. فإن فكرت أفكارا سلبية، ستحدث لك أشياء سلبية، وإن فكرت أفكارا إيجابية، ستحدث لك أشياء إيجابية. هذا طبعا هو محور قانون الجذب والذي سوف نتحدث عنه كثيرا بإذن الله.



السبت، 21 أغسطس 2010

شاهد شروق الشمس ولو لمرة واحدة في السنة


شاهد شروق الشمس ولو لمرة واحدة في السنة

متى آخر مرة شاهدت فيها شروق الشمس؟ منذ فترة طويلة؟ وطبعا كانت صدفة

أريدك أن تخرج من بيتك خصيصا لمشاهدة الشمس وهي تشرق، فهي تستحق منك ذلك

شاهد الشمس وهي تشرق وتعلم منها...

تعلم منها العطاء، فهي تعطي الناس الضوء منذ ملايين السنين دون انقطاع

تعلم منها الالتزام والحفاظ على المواعيد، فهي لم تتخلف عن ميعادها ولو مرة واحدة

تعلم منها المثابرة والعمل الدؤوب، فهي لا تكل ولا تمل ولا تطلب عطلة لكي تستريح

تعلم منها الحب غير المشروط، فهي تمنحك الضوء دون أن تطلب منك شيئا

استمتع بشروق الشمس واشكر الله الذي سخرها لك وجعلها سراجا وهّاجا تضيء حياتك كل يوم.

لا تتردد في مدح أي شخص




لا تتردد في مدح أي شخص!
 
إذا رأيت أي شيء يعجبك في أي شخص، فلا تتردد أبدا أن تعبر عن إعجابك بهذا الشيء وتمدحه. يمكنك أن تمدح ملبس الشخص أو حتى حذائه أو مثلا سمة في شخصيته مثل شجاعته في إبداء الرأي، أو قدرته على النقاش الهادئ الخ.

لماذا؟
لأن ذلك يُدخل السرور على قلب من تمدحه فترتسم على شفتيه ابتسامة ينعكس أثرها تلقائيا عليك فتشعر بالسعادة أنت أيضا.

ولأن ذلك يعمل على إذابة الخلافات، إن وجدت، بينك وبين الشخص الذي تمدحه.



ما أتحدث عنه ليس له علاقة أبدا بالنفاق، فكما قلت امدح ما تراه يعجبك فقط. وكل شخص، وحتى وإن كان عدوك، لابد وأنه يملك صفة أو شيئا يستحق المديح عليه.

دمتم في سعادة