تخيَّل أنك قادر على
حفظ أي شيء بسرعة هائلة. تخيَّل كَمْ من الوقت توفر، وكَمْ من النجاح تُحقِّق
بذلك!
نحن نقرأ وننسى كثيرًا
مما نقرأه، ومن ثم لا نستفيد جيدًا من وقتنا. هل تَذكُر كَمْ مرةً اضطررت إلى
قراءة كتابٍ مرتين أو ثلاثًا لأنك لم تَقْدِر على تذكُّر المعلومات التي في ذلك
الكتاب؟!
جرِّبِ الطُّرق الخمسة
التالية لتحسين ذاكرتك، تتحسَّنْ قدرتك على الحفظ على الفور.
1- ربط الأشياء بالمعاني
يساعد ربط الأشياء
بمعانيها على إدراكها وجدانيًّا، وعدم نسيانها سريعًا. حاول أحد الباحثين إثبات
هذه الحقيقة بتطبيق نظرية "Baker/
baker paradox"؛ إذ
عرض صورةً واحدةً لوجه أحد الأشخاص على شخصين مختلفين، وأخبر أحدهما أن مَن في
الصورة يُدعى بيكر "Baker"، وأخبر الآخر أن مَن في الصورة يعمل
خبَّازًا "baker". لاحظ الباحث أن الشخص الثاني تَذكَّر
مهنة صاحب الصورة بشكل أسهل وأسرع. والسبب في ذلك أن الإنسان عندما يربط المعلومة
بصورة ذهنية وذِكْريات، تتَرسَّخ في ذهنه ويَسهُل استرجاعها؛ بينما المعلومات
المجردة تكون عُرْضة للنسيان بشكل أسرع.
2- ممارسة التمارين الرياضية
نادرًا ما نجد أحدًا
يمارس الرياضة بانتظام ويعاني من ضَعْف الذاكرة وسرعة النسيان. والسبب في ذلك أن
التمارين الرياضية تُحسِّن الدورة الدموية، ووصول الأكسجين إلى المخ؛ مما يساعد
على تحسين وظائف المخ.
وقد أظهرت الدراسات أن
ممارسة رياضة المشي لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا تُقلِّل مخاطر الإصابة بمشاكل
الذاكرة المرتبطة بالشيخوخة. وكذلك، تساعد ممارسة الرياضة في إنتاج مادة الدوبامين
في أجسامنا، وهي مادة كيميائية تُقلِّل الإحساس بالاكتئاب والتوتر، اللَّذَيْنِ
هما من أهم أسباب ضعف الذاكرة.
3- تدريب العقل
يدرك الجميع مزايا
ممارسة التمارين الرياضية، ويلاحظ نتائجها، ولكننا غالبًا ما ننسى ممارسة التمارين
العقلية. ورغم عدم وضوح النتائج الملموسة لهذه التمارين العقلية، فإنَّها -لا شك-
تُعزِّز قدرة الذاكرة كثيرًا، وتُقلِّل مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية.
لذا، بدلًا من قضاء
ساعات طويلة أمام التلفاز أو الإنترنت، تعلَّم مهارة جديدة، أو مارس ألعاب الذكاء
لتدريب عقلك.
ومن واقع التجربة، فإن
منح العقل راحةً قصيرةً في أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة هو نوعٌ من التدريب
العقلي.
والآنَ، إليكَ بعضَ
الأفكار لتدريب عقلك:
§
تعلَّم لغة جديدة.
§
انضمَّ إلى دورة تدريبية لدراسة موضوع جديد.
§
تعلَّم العزف على آلة موسيقية جديدة.
§
اقرأ كتابًا جديدًا يتناول أفكارًا تتحدَّى معتقداتك.
4- تعليم الآخرين
طوال مراحل الدراسة
المختلفة، تعلَّمنا أن نستمع ونُدوِّن ملاحظاتٍ؛ من أجل أن نحفظها؛ ولكن كَمْ مرةً
جرَّبت أن تُعلِّم شخصًا آخر، أو أن تُطبِّق ما تعلَّمته؟!
إليك ما توصلت إليه
الأبحاث فيما يتعلق بالقدرة على الاحتفاظ بالتعلُّم:
تحتفظ بـ 5% مما
تتعلمه إذا كان عن طريق المحاضرة.
تحتفظ بـ 10% مما
تتعلمه إذا كان عن طريق القراءة.
تحتفظ بـ 20% مما
تتعلمه إذا كان عن طريق الوسائل السمعية والبصرية.
تحتفظ بـ 30% مما
تتعلمه إذا صاحبَ التعلُّمَ عرضٌ عمليٌّ.
تحتفظ بـ 50% مما
تتعلمه إذا صاحبته مناقشة جماعية.
تحتفظ بـ 70% مما
تتعلمه إذا صاحبته الممارسة.
تحتفظ بـ 90% مما
تتعلمه إذا علَّمت غيرك، أو استخدمت ما تعلمته على الفور.
وهذا يعني أن الطريقة
التي تعلَّمناها سابقًا لتَذكُّر المعلومات هي أقلُّ الطرق فاعليةً! لذا، إذا أردت
أن تتذكَّر شيئًا ما بسرعة، فعلِّمه لغيرك أو طبِّقه في حياتك اليومية؛ فبذلك تساعد
عقلك على التركيز؛ حتى لا يُخطِئ، عند تعليم الآخرين أو عند استخدام المعلومات.
5- النوم
قد تكون هذه الخطوة
الأكثر أهمية للعقل، ويراها أكثرنا أمرًا مُسلَّمًا به؛ فنحن جميعا ندرك فوائد
النوم الجيد قبل الأحداث الهامة، ولكنَّا نَغْفُل عن منح عقولنا قَدْرًا كافيًا من
الراحة بعد تلك الأحداث الهامة؛ فعقولنا تحتاج إلى قَدْر من الراحة كي تُعالِج
المعلومات التي اكتسبتها طوال اليوم.
كذلك، من الضروري أخذ
قسط قصير من الراحة؛ لمنح العقل القدرةَ على معالجة ما تعلَّمه وحصَّلَه. ولا
تَنْسَ أن تفعل ذلك في بيئة خالية من أسباب التشتيت. يمكنك مثلًا أن تذهب للتمشية
في أماكن مفتوحة، أو تنال قيلولة سريعة.