الجمعة، 5 أغسطس 2016

المسلم عكسه المجرم، والمؤمن عكسه الكافر

يا جماعة الخير، بخصوص المنشور اللي فات، أريد أن أؤكد أن الإيمان بسيدنا محمد ليس شرط من شروط الإسلام (أعلم بالطبع أن هذا هو عكس ما هو شائع تماما)، وذلك ببساطة لأن الإسلام والمسلمين موجودين أصلا قبل ميلاد سيدنا محمد بآلاف السنين. البشر أسلمت دون أن تعرف سيدنا محمد ودون أن تؤمن به أصلا. وسيدنا محمد ليس رسول الإسلام الوحيد، وأتباع سيدنا محمد ليس هم المسلمين الوحيدين في هذا العالم. والكلام دا مذكور في القرآن اللي نزل على سيدنا محمد بس إحنا اللي هجرناه.
دين سيدنا إبراهيم هو الإسلام، ودين سيدنا موسى هو الإسلام ودين سيدنا عيسى هو الإسلام ودين كل الرسل قبل سيدنا محمد هو الإسلام. قال تعالى في حق سيدنا إبراهيم (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وقال في حق سيدنا موسى ( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) وقال في حق سيدنا عيسى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، أليس هذا كتاب الله.
الإيمان بسيدنا محمد وبالرسل والكتب والملائكة واليوم الآخر كل هذا ليس شرط الإسلام، بل هو شرط إيمان. وهناك فرق بين الإسلام والإيمان بس أغلب مشايخنا لم يشرحوا ذلك بشكل واضح للناس، وكلها شروحات تعتمد على النقل من السابقين دون تفكير أو تعقل في أقوال السابقين.

شرط الإسلام الوحيد هو كف الأذى عن الناس، يعني تحقيق السلام، يعني أن يسلم الناس من لسانك ويدك، فإذا تحقق هذا الشرط فأنت مسلم أيا كانت معتقداتك الإيمانية، سواء كنت بوذي أو مسيحي أو يهودي أو ملحد أو لاديني أو هندوسي أو بهائي أو مجوسي الخ. الإسلام يجمع تحت مظلته كل هؤلاء البشر ويوحدهم. الإسلام جاء ليوحد الناس، ولم يأت ليفرق بين الناس ويشعل حروباً بين المؤمنين وغير المؤمنين، بل جعل الإيمان محله القلب ولا يستطيع النبي محمد ولا أي بشر أن يحكم على أي شخص بأنه مؤمن أو غير مؤمن، الله فقط هو الذي يحكم في ذلك، هو وحده الذي يطلع على ما في القلوب.

هذا المنشور تكملة للمنشور السابق الموجود على هذا الرابط https://www.facebook.com/waleed.abutabikh/posts/1114509241943805